في اليوم الثاني من يونيو 2011 قبل سنتين تقريبًا ذكرت في مقال لي في هذا المنبر أن الوضع القائم وقتها في مصر بلا شك هو وضع جيد بكل المقاييس سواء على المستوى المحلي أو العالمي، والمتتبع للأحداث منذ الأعوام الثلاثين الماضية حتى ثورة 25 يناير 2011 المباركة إلى الآن يجد أن المقارنة بين ما قبل 25 يناير وما بعده تصب في صالح الوضع ما بعد 25 يناير بنسبة كبيرة جدًا، ويبدو أنني لم أدرك جيدًا وقتها أن الصدمة التي أصابت النظام السابق والشيوعيين والعلمانيين والليبراليين ومدعى الثورة كانوا لم يتحدوا بعد ضد التيارات الإسلامية ومشروعهم الإسلامى حيث كان وقتها لا رئيس ولا دستور ولا مجلس نواب وكانت الثورة ماذالت فى أوجها والكل مشغول بالثورة والتفكير في نصيبهم من التورتة وأي جزء سيكون من نصيبه بعد الثورة وكانت خلايا كثيرة نائمة تترقب وتتربص بالبلد بأسره، ومرت الأيام وجاء الشعب المفترى عليه دائمًا من نخبته الظالمة بمجلس شعب لم يحتمله اللوبى الكاره لاستقرار الشعب ومن ثم تآمر عليه من في السلطة ومن خارجها حتى تم حله، ثم جاء الرئيس د/ محمد مرسي كأول رئيس منتخب في تاريخ الأمة المصرية ومنذ مجيئه لتولي القيادة ولم يعجب البعض كذلك وتم عمل دستور وافق عليه الشعب بأغلبية الثلثين ولم يحتمله اللوبي بكل تياراته الكارهة للإسلام ومن ثم بدأ التحالف غير المقدس بينهم وبين من نهبوا أموال الشعب المصرى طوال 60 سنة مضت وبعض الدول الكارهة لمصر في الغرب والشرق ودارت رحى الحرب على الرئيس وحزبه وكل من أيدوه. وللحقيقة أن الرئيس صبر كثيرًا وما زال صابرًا على كثير من التجاوزات اللاأخلاقية وغير المبررة بالمرة وستظل المعركة فترة حتى ينصر الله الحق ويظهره رغم أنف الحاقدين فى الداخل والخارج، قد يكون الرئيس معذور فيما يفعل لأنه واقع بين شقي الرحى فهناك مؤسسات في الدولة معروفة للجميع كان يتحرك بعض رجالها النافذين فيها بالريموت أثناء حكم مبارك، ولكنهم استأسدوا على الرجل الآن وتمترسوا خلف القانون بالباطل وبعضهم غرته السلطة التي في يده وهؤلاء يمثلون رباعي القوة والجبروت بعضهم في الشرطة والقضاء والفاسدين من رجال الحزب الوطنى المنحل بالإضافة إلى الطاغوت الخارجي هؤلاء الرباعي يستنكفون أن يحكمهم رئيس يحفظ القرآن عن ظهر قلب وأستاذ في الهندسة والتخطيط وطاهر اليد واللسان مما جعل الصغار يتطاولون عليه ويحفرون له الحفر وسبحان الله كل مرة يخرج منتصرًا عليهم وهذا أصابهم بالجنون المبكر وجعلهم يتخبطون ويهرتلون في كل اتجاه. المشهد اليوم أصبح واضحًا جليًا أمام كل ذي عينين يرى بهم وكل صاحب عقل يفكر به وكل من له قلب يحس به ويفرق بين الحق والباطل، وعلى الشعب أن يقرر مصيره والمضي قدمًا إلى الأمام وبالتالي الوقوف ضد الخونة والمرتشين والفاسدين والضرب على أيديهم بيدٍ من حديد والوقوف فى صف أول نائب عام محترم بدأ يكشف المستور وبدأ يلاحق الفاسدين في الجحور التي يختبئون فيها أو الرجوع إلى الوراء وبالتالي ترك الرئيس والنائب العام يواجهون الطوفان وحيدين وهذا ما يخطط له رباعي الكراهية مع الفضائيات الهوائية ومرتزقة الإعلام الفاسد لتشويه وتسفيه صورة الرجلين حتى ينفض الناس من حولهم ولكن هيهات فالشعب الذي تظنون أنكم حيّدتموه وأبعدتموه عن المشهد، فهمكم ويتربص بكم وأعطاكم درسًا تلو الآخر ولكن ما ذنبنا أنكم لا تفهمون وجلودكم سميكة لا تحسون، انظروا منذ الاستفتاء على الدستور في 19 مارس 2011 حتى الاستفتاء على الدستور وكل مرة يلقنكم الشعب درسًا قاسيًا ولكن هيهات أنكم مصرون على الإهانة وبقيت جولة أخيرة وهي انتخابات مجلس الشعب القادمة التي تستعدون لها حتى تسيطروا عليها ومن ثم تشكلون الحكومة وتقومون بسحب الثقة من الرئيس المنتخب، أبشركم بأن الأموال التى تنوون شراء ذمم الشعب بها لن تفلح وقد يأخذ البعض منكم الأموال ولن يصوت لصالحكم ولن تستطيعوا شراء إلا البلطجية الذين تستخدمونهم في الحرق والتخريب وفي الانتخابات والاستفتاءات السابقة قام الجيش المصري بحماية اللجان والصناديق وسيفعلها في المرة القادمة، وبالتالي لا دور للبلطجية فيها ولا ناقة لهم ولا جمل في الانتخابات القادمة ومن ثم سيبوء مخططكم بالفشل بإذن الله ويومها ستقفون عراة أمام الشعب وسيهرب كبير الكهنة الذي دمر العراق ويريد تقسيم مصر ليلحق برفيق دربه الجنرال الهارب أو يذهب إلى بلده وعندها سيكون دوره انتهى وسيتخلى عنه أسياده ومش بعيد أن يقدموه قربانًا للشعب كما قدموا الرجل الذي خدمهم ثلاثين عامًا وتخلوا عنه وتركوه وحيدًا ليلقى جزاء ما اقترفت يداه لأن هذا عهدهم، ألا تتعظون أم على قلوبكم أقفالها. [email protected]