في ظل سعي إمارة أبوظبي للحاق بالمدينة الفاضلة التي دعا إليها أفلاطون، وذلك من خلال نشاطاتها وجوائزها التحفيزية للنهوض بمجتمعها ، منحت الإمارة المواطنون والمقيمون من مختلف الجنسيات، فرصة للمشاركة بترشيحاتهم ضمن «جائزة أبو ظبي» 2013 التي تهدف إلى تكريم أصحاب الإسهامات النبيلة والأعمال الخيّرة وكل من كان له دور في خدمة إمارة أبو ظبي، علما أن باب الترشيح في الجائزة سيغلق يوم 31 مايو الحالي. ويشمل الترشيح للجائزة المواطنين والمقيمين وغير المقيمين في إمارة أبو ظبي من أصحاب الأعمال الخيّرة التي عادت بالنفع على الإمارة، كما يشمل المواطنين من أصحاب الأعمال الخيّرة دولياً. ويُختار المكرمين بالجائزة استناداً إلى أعمالهم الجليلة وليس إلى عدد الترشيحات التي يحصلون عليها. وشهدت الجائزة منذ انطلاقها سنة 2005 ست حملات ترشيح كُرم خلالها ستة وخمسون شخصا، وكان أكبر مكرم بجائزة أبو ظبي في ال 93 من العمر وأصغرهم يبلغ من العمر 10 سنوات. ثقافة التميز وتأتي تلك الجائزة من منطلق التركيز بشكل كبير على تكثيف الجهود وتعزيز القدرات للحفاظ على المنجزات والسير قُدماً في طريق التنمية، لذا فقد تم وضع العديد من السياسات والإستراتيجيات والمبادرات التي تكفل تحقيق رؤية القيادة الاماراتية للمستقبل، ومن هنا جاءت جائزة أبو ظبي للأداء المتميز لتُجذر ثقافة التميز وتطور الفكر الإداري على الصعيدين الإجرائي والعملي، لإضفاء هوية واحدة على مختلف المؤسسات والجهات العاملة في حكومة أبوظبي عنوانها الكفاءة والتميز. ومن هذا المنطلق تسعى حكومة أبوظبي من خلال هذه الجائزة إلى إحداث نقلة نوعية في الأداء المؤسسي عبر العمل على تنميةً قدرات الموظفين وتأهيلهم وتدريبهم، والاستفادة من أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية. فقد أثبتت التجارب الدولية أن وجود جوائز وطنية للتميز تحفز الجهود وتشيع جوا من التنافس الإيجابي بين المؤسسات الوطنية، الأمر الذي ينعكس على تقدم وتطور الأداء بشكل عام، وعليه فإن برنامج جائزة أبوظبي للأداء المتميز سيشكل أداة لقياس مدى الالتزام بمعايير ومتطلبات التميز في كافة أوجه العمل. صناديق الترشيح ويوجد 90 صندوقا للترشيح في مختلف أرجاء إمارة أبو ظبي تستقبل ترشيحات المواطنين والمقيمين، علما أن ترشيحا واحدا قد يؤدي إلى التكريم بالجائزة ولا يهم عدد الترشيحات التي قد يحصل عليها الشخص. ومن خلال الصناديق الموجودة على كورنيش أبو ظبي، وفي الجامعات المنتشرة في الإمارة والمراكز التجارية تقدم الكثير من الأشخاص والطلاب من مختلف الأعمار بترشيحاتهم للجائزة. وشهد الكورنيش الأيام الماضية تنظيم معرض لتعريف الجمهور العام بالجائزة والأهداف منها والأشخاص الذين فازوا في الدورات السابقة للجائزة وآلية الترشيح والتقييم. وتشهد صناديق الترشيح مشاركة مختلف الفئات العمرية بدءاً من الأطفال الصغار ذوي عمر الست سنوات، إلى طلاب الجامعات الذين شاركوا من خلال تعبئة الترشيحات في مراكز الترشيح أو عبر الاستمارات الالكترونية في الموقع الالكتروني. ومن بين الشباب المشاركين في ترشيحات الجائزة أبو ظبي، كانت المتزلجة الإماراتية زهرة لاري قد شاركت في الترشيحات إلى جانب غيرها من أعضاء فريق أبو ظبي للتزلج على الجليد. وتؤكد زهرة، التي سجلت اسمها في التاريخ كأول متزلجة إماراتية تشارك في مسابقة دولية، بسعادتها للمشاركة في ترشيح أصحاب الإسهامات التي عادت بالنفع في أبو ظبي: "يمكننا من خلال المشاركة في الترشيحات أن نعبر عن تقديرنا لأصحاب الإنجازات، وإنه لأمر رائع أن نحظى بفرصة للمشاركة في هذه المبادرة التي تسعى إلى نشر أعمال الخير والتعريف بأصحابها. لقد شعرت بالسعادة لتواجد صندوق الترشيح في حلبة التزلج، ليتمكن الجميع هنا من المشاركة في الترشيحات". خدمة المجتمع وترجع مؤسسة أبو ظبي لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه أثناء حياته مبادئ الجود والعطاء في قلوب أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة بحبه ورعايته لهم، وقد كان يؤمن بأن البعد من المصالح الخاصة والإحساس بخدمة المجتمع هي خصال متأصلة داخل كل إنسان. ومن خلال الحرص الكبير الذي يبديه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على اقتفاء النهج الذي رسمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قررت حكومة أبو ظبي إطلاق مبادرة جائزة أبو ظبي، وصدر المرسوم الأميري 29 لسنة 2005 بإطلاق "وسام أبو ظبي" لتكريم المواطنين والمقيمين في الإمارة ممن قدموا خدمات جليلة لها. وتعد جائزة أبو ظبي التي تنظم برعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، مبادرة حكومية تكرّم الذين أسهموا بأعمالهم الخيّرة في خدمة المجتمع وقدموا أعمالاً وخدمات جليلة للإمارة. وكان فريق عمل جائزة أبو ظبي قد انطلق بجولة في أرجاء الإمارة مع انطلاق مرحلة الترشيحات للجائزة بتاريخ 21 أبريل، لتزور صناديق الترشيح المدارس والجامعات في مختلف أرجاء الإمارة. وسيكمل الفريق جولته ليصل إلى جميع الجامعات والمدارس بهدف إشراك فئة الشباب في فترة الترشيح حتى موعد إغلاق باب الترشيحات بتاريخ 31 مايو، وستبقى بعض صناديق الترشيح متوفرة في الأماكن التي تتميز بزيادة عدد الطلاب كجامعة زايد. كما كان للشباب في مدينة العين والمنطقة الغربية فرصة للترشيح لجائزة أبوظبي. فمن بين المشاركين في الترشيحات كان الطفل كالوم ويلسون، البالغ من العمر تسع سنوات والذي عبر عن سعادته بالمشاركة بقوله: "لقد شاركت بترشيح أحد أساتذتي الذين ساعدوني كثيراً خلال العام الماضي، قمت بتعبئة استمارة التسجيل عندما كنت مع عائلتي في أحد مراكز التسوق. وقد قام أفراد من عائلتي بالترشيح ايضاً عبر الموقع الالكتروني بعدما عدنا إلى المنزل، وقد اختار كل منهم الأشخاص الذين شعروا أنهم يستحقون التكريم لما حققوه من إنجازات ومساهمات في خدمة أبوظبي". رسالة هادفة ونحو هذا الصدد قال هاني العمد موظف في القطاع الخاص صحيفة «الاتحاد» الاماراتية :"إن ما دفعه لأن يشارك الترشيح لجائزة أبوظبي أن رسالتها تقوم على تغيير حياة شخص من خلال دقيقة واحدة عبر ترشيحه لجائزة أبوظبي"، مبيناً أنه رشح طبيب أطفال يعتقد أنه يستحق الفوز بالجائزة لمساهمته في علاج طفله وتخفيف حدة الألم التي كان يشعر بها. وأوضح العمد أنه يمكن ترشيح أكبر عدد من الأشخاص، وذلك عبر تعبئة استمارات ترشيح مختلفة لكل مرشّح، ويتم التقييم بناءً على جدارة أعمال المرشَّح وليس على عدد الترشيحات التي يتلقاها، مؤكدا أن كل المعلومات المتعلقة بالترشيحات تبقى سرية. أما سائدة أحمد طالبة في جامعة السوربون، فأكدت أن عملية الترشيح بسيطة ولن تستغرق من أي شخص سوى دقائق معدودة، مشيرة إلى أن كل شخص يتوجّب عليه المشاركة بترشيحاته في الجائزة انطلاقاً من أن مجرد القيام بالترشيح يعتبر مساهمة مهمة من طرفك لنشر الخير في المجتمع، لأن الدال على الخير كفاعله. وقالت هناك العديد من الأشخاص قدموا مساهمات ملموسة في بناء وتعزيز البنية الاجتماعية في إمارة أبوظبي، ويستحقون التقدير على هذه الجهود، وعدم تمييز الجائزة بين سكان الإمارة من حيث الجنسية أو العمر يعطي دافعاً للجميع بأن يرشح من يستحق الحصول على الجائزة. ومن خلال استمارة الترشيح التي لا تستغرق تعبئتها دقائق محدودة يُسأل الشخص عن عدد السنوات التي أمضاها من تم ترشيحه في القيام بالأعمال الخيرة، وما هي المشكلة الاجتماعية التي أسهمت هذه الأعمال الخيرة في حلها، وما الذي يميز هذه الأعمال التي قدمها الشخص عن غيرها، وكيف برهن هذا الشخص التزامه وتفانيه في القيام بهذه الأعمال. يذكر أن الجائزة منذ تأسيسها عام 2005 تسلمت أكثر من 193.500 استمارة ترشيح، وخلال الدورة السابقة لعام 2011 استلمت الجائزة أكثر من 28 ألف استمارة ترشيح رشحت من خلاله أكثر من 22 ألف شخصية من مجتمع إمارة أبو ظبي. والجائزة ومنذ بدايتها عام 2005 قائمة على مبدأ الترشيح وليس على مبدأ التصويت، فإن حصل شخص واحد على ترشيح واحد كالطفل كاميرون أوليفر الذي قام بحملة ضد رمي الأكياس البلاستيكية بالصحراء التي تأكلها الجمال وتموت بسببها فسوف تكون لديه فرصة التكريم مثله مثل أي شخص قام بالترشيح لشخصية عامة عشرات المرات. ومن هنا يجب أن نشير إلى أن التفاني والإخلاص في العمل لا بُد وأن يقترن بتطبيق أحدث ممارسات ومعايير التميز العالمية لأن التحفيز سيؤدي بالطبع إلى مزيد من النجاح والتقدم .