دمشق : بعد العملية العسكرية الواسعة التي نفذها الجيش السوري في مدينة الرستن لإعادة السيطرة عليها ، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش والأمن تنفذ منذ الليلة الماضية عمليات أمنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور تتخللها مداهمات وإطلاق نار كثيف، ما أسفر عن سقوط عددا من الجرحى. من جهة أخرى أعلنت لجان التنسيق المحلية أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة سراقب في محافظة أدلب وسط إطلاق نار كثيف. وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أنه في مدينة دير الزور تنفذ قوات الأمن حملة مداهمات في شارع التكايا وشارع النهرين بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية. وكان الجيش السوري سيطر الأحد على مدينة الرستن التي تبعد 160 كلم شمال دمشق والواقعة في محافظة حمص، بعد مواجهات عنيفة بينه وبين عسكريين انشقوا عنه, بحسب المرصد السوري الذي أكد أن منازل عدة دمرت وأن الوضع الإنساني سيء جدا. وقال بيان للمرصد أنه تلقى معلومات عن عشرات المدنيين الذين قتلوا ودفنوا في حدائق المنازل خلال قصف الجيش خلال الأيام الماضي وقال نشطاء أن اثنين وعشرين من الجنود المنشقين عن الجيش السوري قتلوا وأن ضحايا معارك الأيام الماضية في مدينتي حمص والرستن من المدنيين وصل إلى مائة وعشرين قتيلا. وعلى صعيد التطورات السياسية بشأن الأزمة التي تشهدها سوريا ، أعلن معارضون سوريون في مدينة اسطنبول التركية أمس الأحد تشكيل مجلس وطني للمعارضة وأمانة عامة له، وذلك بهدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وإقامة نظام ديمقراطي. وفي مؤتمر صحفي لإعلان تشكيل المجلس، قال المعارض السوري برهان غليون أن المجلس يشكل "إطارا موحدا للمعارضة السورية" يضم كافة الأطياف السياسية من ليبراليين إلى الإخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية والأكراد والآشوريين. وقال غليون "يشكل المجلس العنوان الرئيس للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج، ويوفر الدعم اللازم لتحقيق تطلعات شعبنا بإسقاط النظام القائم بكل أركانه بما فيها رأس النظام، وإقامة دولة مدنية دون تمييز على أساس القومية أو الجنس أو المعتقد الديني أو السياسي، وهو مجلس منفتح على جميع السوريين الملتزمين بمبادئ الثورة السلمية وأهدافها". وردا على سؤال حول السعي إلى الاعتراف الدولي بالمجلس قال غليون أن "تشكيل المجلس كان أصعب، والاعتراف الدولي سيكون أسهل، وتنتظر دول عربية وأجنبية إطارا (للمعارضة السورية) يتحدث باسمها حتى تؤيده كبديل للنظام الذي فقد ثقة العالم تماما". ويضم المجلس بشكل خاص ممثلين عن الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، وبسمة قضماني الناطقة الإعلامية وعضو الهيئة الإدارية للمجلس الوطني السوري، ومحمد رياض الشقفة المراقب العام للإخوان المسلمين، والمفكر عبد الباسط سيدا، وكذلك ممثلين عن الأقليتين الكردية والأشورية. وقال غليون أن المجلس يشكل "إطارا موحدا لقوى المعارضة في مواجهة المجازر اليومية التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل وآخرها في الرستن" في محافظة حمص. وأضاف أن المجلس "يرفض أي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية"، ولكنه أكد أنه "يطالب المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم, عبر كل الوسائل المشروعة ومنها تفعيل المواد القانونية في القانون الدولي". كما أكد أن المجلس "يدين سياسات التجييش الطائفي الذي يدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية والتدخل الخارجي" ، كما أكد أنه يسعى إلى الحفاظ على وحدة سوريا و"على مؤسسات الدولة ولاسيما مؤسسة الجيش". وأعرب غليون عن أمله في انضمام تيارات سورية أخرى للمجلس . وقد اختير برهان غليون رئيسا للمجلس كما أعلنت بسمة قضماني عن تشكيل أمانة عامة وهيئة تنفيذية للمجلس الجديد.