يسعى نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق إلى التشاور مع قادة حزبه «رابطة مسلمي باكستان» وسياسيين مستقلين لتأمين الفوز بأغلبية في البرلمان تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة. ووفقا لما جاء على هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» تشير نتائج غير رسمية إلى أن حزب شريف سيحقق فوزا سهلا وواضحا في الانتخابات لكنه سيحتاج إلى بعض الدعم من أحزاب أخرى. ويقول محللون إن حزب الرابطة الإسلامية سيحصد نحو 130 مقعدا من مقاعد البرلمان ولكن يحتاج إلى الحصول على 137 مقعدا لتأمين الأغلبية التي بدورها ستمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة. وذكر مسؤولون في حزب شريف أنه أجرى محادثات مع نواب مستقلين لضمهم إلى الحكومة المنتظرة. وقد يصبح عمران خان، أقوى خصم سياسي لشريف، زعيما للمعارضة في البرلمان الجديد. وكان خان، لاعب الكريكيت السابق هنأ منافسه بالفوز وعبر عن غبطته بنسبة المشاركة العالية، لكنه قال إن حزبه يعتقد أن تزويرا قد حصل في الانتخابات وسيقدم شكوى بذلك. ويتوقع أن يحصل حزب خان على 30 مقعدا. وتوالت ردود الفعل عقب انتهاء الانتخابات الباكستانية، فقد هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الناخبين الباكستانيين بما وصفه بال"الانتقال التاريخي السلمي والشفاف للسلطة المدنية" مؤكدا أن إدارته "تتطلع إلى مواصلة تعاونها مع الحكومة الباكستانية التي ستنبثق من هذه الانتخابات كشريكين متساويين". وتلقى شريف التهنئة من جيرانه وفي مقدمتهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي دعاه إلى مساعدته في دفع مسلحي طالبان الأفغان إلى خوض مفاوضات سلام. وفي تغريدة على حسابه على موقع تويتر، أعرب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عن أمله في أن تفتح "صفحة جديدة في العلاقات" بين البلدين الجارين. وستكون هذه الحكومة الثالثة التي يترأسها نواز شريف، الذي أسقطت حكومته قبل 14 عاما بانقلاب عسكري غادر على إثره باكستان إلى المنفى. ويقول مراسلنا إن شريف سيتولى زمام القيادة في باكستان التي يحمل أبناؤها هم تحديات قوت يومهم بسبب حالة الغموض السياسي في البلاد. وأضاف المراسل أن استراتيجية شريف لمواجهة العنف في باكستان ستكون تحت منظار المعارضة في الداخل وشركاء باكستان في الخارج. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم إلى حكومة أخرى مدنية أيضا للمرة الأولى في هذا البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه متميزا بالانقلابات العسكرية.