أكد السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم الأمين العام المساعد للشئون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي أن المنظمة تدعم أية خطوة تستهدف حقن الدماء في سوريا وتحقيق الاستقرار في هذا البلد، وقال " هناك اتصال مع الائتلاف السوري المعارض ولكن ليس على المستوى المطلوب". وأضاف السفير عبدالله عالم، على هامش زيارته الحالية للقاهرة حيث شارك في اجتماع الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون نهاية الأسبوع الماضي إن منظمة التعاون الإسلامي تحث دوما المجتمع الدولي بما فيه الأممالمتحدة والولايات المتحدة وأوروبا وغيرها على ضرورة التوجه السلمي نحو حل الأزمة السورية.. كما أنها تراقب ما يدور في جامعة الدول العربية. وعما إذا كانت بيانات الشجب والإدانة كافية من قبل الدول الإسلامية تجاه ما يحدث في فلسطينوالقدس؟.. قال "للأسف غير كافية، خاصة وأنه لا يوجد شيء على الأرض، نحن بحاجة لتفعيل الداخل والتواصل مع دول المنظمة وليس الغرب، فمنذ عام 2005 نقلت المنظمة من الداخل إلى الخارج". وردا على سؤال، لماذا لا تستخدم الدول الإسلامية أوراق ضغط على الغرب مثلما حدث في حرب 73، قال السفير عبدالله عالم "العملية ليست ضغوطا ولكن طلب استحقاقات من دول الغرب وهي أن تكون محايدة، أن تكون عادلة، أن تكون دولا بمستوى مكانتها في العالم، يجب ألا تحابي إسرائيل، نريدها أن تقف على الحياد، وإذا ما وقفت على الحياد سنأخذ حقوقنا كدول إسلامية". وأضاف "نحن في منظمة التعاون نعمل جاهدين على التواصل مع الدول الغربية والدول ذات الفاعلية لاستخلاص حقوقنا المكتسبة من إسرائيل".. لافتا إلى أن هناك كثيرا من الدول الأعضاء البالغ مجموعها (57 دولة) تحتاج إلى تفعيل القرارات الصادرة عن المنظمة. وحول تقييمه للتعاون القائم بين المنظمة وجامعة الدول العربية.. وصف السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم الأمين العام المساعد للشئون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي هذا التعاون ب"الفعال"، قائلا "إن هناك اتفاقية تعاون مع الجامعة العربية وبدأنا نفعلها".. منوها في هذا الإطار باجتماع الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين الجامعة والمنظمة الذي عقد الأسبوع الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول بالقاهرة. وأضاف "إننا ناقشنا كيفية التعامل والتوافق بين المنظمتين في المحافل الدولية بحيث يكون التصويت واحدا، والتوجه واحدا، والصوت واحدا سواء في أوروبا أو أمريكا".. موضحا أن المنظمة لديها مكاتب في الخارج منها بروكسل ونيويورك وأفغانستان كما أن الجامعة لديها حوالي 20 مكتبا في الخارج، وتم الاتفاق على أن يكون هناك تعاون بين هذه المكاتب من أجل توحيد المواقف بين الجانبين في القضايا التي تهم الدول الإسلامية. ونوه بأن هناك تجاوبا كبيرا بين الجانبين في المواقف وتجاه القضايا الساخنة التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى البيان المشترك الذي صدر عن الجامعة والمنظمة عقب اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال إننا أصدرنا بيانا مشتركا وأوصينا الأمينين العامين لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والتعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بالاتصال بالأممالمتحدة من أجل التدخل. وفيما يتعلق بمواقف المنظمتين تجاه سوريا.. أكد السفير عبدالله عالم أن المواقف تجاه سوريا موحدة، مشيرا إلى مؤتمر القمة الاستثنائي الرابع الذي عقد بمكةالمكرمة في 14 أغسطس الماضي والذي تم خلاله طرح موضوع سوريا والدماء التي تهدر هناك حيث كانت النتيجة هي تعليق عضويتها في المنظمة بالإجماع. وقال الأمين العام المساعد للشئون السياسية إننا مع الجامعة العربية في توحيد المواقف لاسيما في سوريا، حيث أيدنا المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي ومن قبله كوفي عنان. وبالنسبة للعراق .. نوه السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم الأمين العام المساعد للشئون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي بالبعثات التي أرسلتها المنظمة إلى بلاد الرافدين وأيضا باجتماع مكةالمكرمة الذي عقد في العام 2006 للتوفيق بين السنة والشيعة، قائلا "إننا حاولنا تفعيل الاتفاق مع الحكومة العراقية التي رحبت بذلك، ولكن فشلت الجهود حتى الآن في تقريب وجهات النظر لأن التطورات غلبت هذا الترحيب". وأضاف السفير عبدالله عالم "إننا حريصون على وحدة تراب العراق.. وقلقون من تفتته فهو مستهدف لا شك.. كما أن سوريا هي الأخرى مستهدفة". وأشار إلى أنه تم خلال اجتماع القاهرة بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون على خطة طريق موحدة للوقوف ضد الهجمات التي يتعرض لها المسلمون، والتصدي لظاهرة الإسلام وفوبيا (أو ما يعرف ب"إرهاب الإسلام" أو الخوف من الإسلام) وذلك من خلال توحيد المواقف. وحول الأقليات المسلمة.. قال السفير عبدالله عالم إننا نوحد مع الجامعة العربية المواقف في هذا الإطار حيث أرسلنا بعثة لميانمار كما أن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو زارها مؤخرا واتفقنا مع الحكومة هناك على إرسال بعثة برئاسة الأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي وفتح مكتب للمنظمة هناك ولكن فوجئنا بالرفض. وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة يومي 6 و7 فبراير الفائت على إرسال بعثة ولكن لم يتم شىء حتى الآن.. منوها في هذا الإطار بالتبرعات التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمسلمي الروهينجيا والتي تبلغ 50 مليون دولار. وحول تقييمه للأمين العام الحالي الذي تنتهي مهامه نهاية ديسمبر 2013 وتوقعاته بشأن الأمين العام القادم إياد مدني.. قال السفير عبدالله عالم "إن إحسان أوغلي اجتهد وأرجو أن يكون قد وفق.. أما الأمين القادم فهو رجل مهني حيث كان وزيرا سابقا في وزارتين وكان رئيسا لتحرير صحيفة عكاظ السعودية، وتوجهاته طموحة جدا لتطوير المنظمة والأخذ بها نحو التفاعل مع الدول الأعضاء أنفسها". واختتم الأمين العام المساعد للشئون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي تصريحاته قائلا "إن المنظمة بحاجة لتفاعل الأمين العام مع مشاكل دولها الأعضاء وخاصة الدول الأفريقية وليس مع الخارج فقط".