تزامناً مع موسم "البيضاء"، يواجه السعوديون أمطار غير مسبوقة منذ اكثر من 25 عاما، تحولت إلى سيول نظراً لغزارتها، مما أدى لتعطل حركة المرور واحتجاز المركبات، ووقوع حوادث، هذا وقد تعطلت الدراسة في بعض المدارس والجامعات، كما تم عزل مناطق سكانية. وعلى الرغم من شدة السيول والأمطار إلا أن المديرية العامة للدفاع المدني لم تتلقى أي حالة وفاة، في حين استقبلت أكثر من 10 آلاف بلاغ من جميع مناطق المملكة. السعودية تتأهب وفي أول إجراء احترازي، كانت وزارة الداخلية السعودية دعت عدة هيئات تابعة لها إلى الاستعداد لهذه التقلبات المناخية، التي شهدت المملكة مثيلاً لها عام 1982 و1985، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف هذا الأسبوع. من جانبه، وجه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشئون البلدية والقروية أمناء المناطق والمحافظات، ورؤساء البلديات بتسخير جميع امكانات الأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة، ووضعها في حال الاستعداد والتأهب للتعامل مع مخاطر الأمطار والسيول التي تشهدها المملكة وماينتج عنها من تجمعات مائية في المناطق المنخفضة والطرق. وتضمنت توجيهات وزير الشئون البلدية والقروية حسبما ورد بجريدة "اليوم" السعودية، تفقد سلامة شبكات تصريف مياه الأمطار ومصارف السيول في جميع المدن والمحافظات وإزالة أي اشغالات أو عوائق قد تؤثر في فعاليتها ودعم جهود الجهات والأجهزة الحكومية في التعامل مع الأمطار والسيول من خلال لجان الدفاع المدني وإدارات إدارة الأزمات بالمناطق. وشدد وزير الشئون البلدية والقروية على متابعة إدارة الكوارث والأزمات بالوزارة لجميع المستجدات والمتغيرات والتواصل الدائم على مدار الساعة مع جميع الجهات المعنية بما في ذلك الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني لنشر الفرق والوحدات الميدانية المجهزة بالمعدات والآليات في المواقع الأكثر عرضة لمخاطر الأمطار والسيول. بلاغات دون وفيات ولكن على الرغم من هذا الاستعداد والتأهب، كشفت المديرية العامة للدفاع المدني عن مباشرة الوحدات والفرق الميدانية لما يزيد عن 10735 بلاغاً من جميع مناطق المملكة جراء الأمطار الغزيرة والمتوسطة، والتي تراوحت بين احتجاز عدد من السيارات على بعض الطرق بالقرب من بطون الأودية وتعطل المركبات داخل الأنفاق والتي ارتفع فيها منسوب المياه أو حالات التماس كهربائي. وأكد البيان أنه على الرغم من تلك البلاغات إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة بين المتضررين جراء احتجاز المركبات أو انهيار المباني القديمة في بعض القرى والهجر. وأوضح البيان أن الجزء الأكبر من البلاغات كانت في منطقة الرياض، حيث تم تلقي أكثر من 2200 بلاغ من الساعة السابعة مساء يوم الجمعة وحتى صباح السبت، بينما بلغ عدد الحوادث التي تم مباشرتها خلال هذه الفترة 8 حوادث منها حالتين احتجاز للمواطنين داخل سيارتين وتم إنقاذهم دون أي خسائر وحادث مروري 5 حوادث لحالات التماس كهربائي. بينما تلقت عمليات الدفاع المدني أكثر من 700 بلاغاً في منطقة حائل تم مباشرة أكثر من 50 حالة احتجاز داخل مركبات وبلاغين عن انهيارات في بعض المباني القديمة جراء المطار الغزيرة. وأكد العقيد الحارثي انه تم وبحمد الله الانتهاء من عمليات الاخاء والانقاذ والتي نفذت باشراف مباشر من مدير الدفاع المدني بمنطقة حائل اللواء عبد الله الزهراني وبمتابعة من الامير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز امير منطقة حائل في قرية المريفق لعدد من الاسر القاطنين في احد شعبان الواقعة في القرية والذي اصبح الوضع مطمأن. وأشار بيان الدفاع المدني إلى أن منطقة المدينةالمنورة تعرضت لأمطار تراوحت ما بين المتوسطة والغزيرة إبتداء من السادسة من صباح يوم السبت وحتى الثامنة وتركزت على محافظة خيبر دون أن تتسبب بأي حوادث احتجازات أو انهيارات في المباني. ولكن تباينت شدة الأمطار على محافظات منطقة عسير فكانت خفيفة على محافظة زهران الجنوب ومحافظة أحد رفيدة بينما كانت غزيرة على مركز الفرشة بتهامة قحطان التابعة لإدارة سراة بن عبيد مع حدوث سيول في وادي الحمة. هذا وتسببت الأمطار الغزيرة على محافظة تثليث في هدم خيام عدد من البدو الرحل في قرى غرملة ودرع والهدود ورخيمان، وباشرت اللجنة الفورية صرف المساعدات العاجلة من البطاطين والخيام والبسط للمتضررين عن طريق فرع وزارة المالية بعسير، مع استمرار أعمال الإغاثة وإخلاء المتضررين والتي تم تجهيزها لهذا الغرض. وفي نجران، تلقت عمليات الدفاع المدني بلاغات نداءات استغاثة عن 15 حالة احتجاز مركبات، بالإضافة إلى السيطرة على حريق في محول كهرباء بمحافظة ديمة وإيواء 18 عائلة بالمحافظة ونقل أربعة عوائل أخرى تم تسكينها بمدينة نجران مع وضع جميع فرق الدفاع المدني بالمنطقة في حالة تأهب للتعامل مع أي بلاغات. شجرة وشابين ومن أكثر المشاهد التي حققت رواجاً خلال هذه السيول، كانت صورة لشابين، حاصرهما السيول في منطقة حائل، شمال السعودية، السبت، حيث ظهرا وسط السيول، وهما يتعلقان بساق شجرة كانت سبيلهما إلى النجاة. وصرح المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة حائل، النقيب عبدالرحمن الجهني، بأن عمليات الإنقاذ للشابين نجحت، وأن الدفاع المدني تواجد في المنطقة منذ وقت مبكر. من جهة أخرى، يواصل الدفاع المدني استنفاره لإنقاذ المواطنين في منطقة حائل جراء سيول للوديان بسبب هطول الأمطار الغزيرة في المنطقة، حيث تم إنقاذ 9 نساء و30 رجلاً حتى الآن. رسائل توعوية وجاءت هذه البلاغات في وقت، حذر الدفاع المدني من السيول ووجه رسائل توعوية للمواطنين والمقيمين في حال حدوث السيول والأمطار وكيفية التعامل معها ومن ضمنها التصرف قبل وبعد الأمطار والسيول. إذ أكد الدفاع على وجوب الاستماع للمذياع أو التلفاز للحصول على المعلومات اللازمة والتقارير والإنذار من الهيئات المعنية، والاستعداد للخروج عن منطقة الخطر إلى منطقة الأمان في أي لحظة منذ صدور الإنذار، في حالة السيول. وأضافت التعليمات التي نشرتها إدارة الدفاع المدني أنه في حال تواجد أي من المواطنين في الطريق، فعليه أن يراقب الجسور والأراضي المنخفضة، مستدركاً أن صوت الرعد والبرق ينذر بسقوط أمطار غزيرة، وعند صدور إنذار ضد السيول في منطقة تواجده، عليه التصرف بسرعة لحماية نفسه في ثوان. كما حذرت من المرور إلى جانب تيار مائي سيراً على الأقدام إذا كان مستوى الماء فوق الركبة، أما في حال قيادة السيارة فيجب تجنب السير في مكان لا يعرف عمق الماء فيه. والإضافة إلى ذلك، أوصى الدفاع المدني بالابتعاد عن الأودية ومجاري المياه، حيث إن المطر الغزير ولو لفترة قصيرة تتبعه سيول في المناطق الجبلية والمرتفعات فإذا ذهب المواطن إلى منطقة نائية، عليه الابتعاد عن قنوات المياه الطبيعية والأودية، وإبعاد الخيام عن الأماكن المنخفضة، فقد يباغتك السيل وأنت نائم. وحذر أنه في بعض الأحيان قد تغطي مياه الفيضان جسراً منجرفاً، أو طريقاً مكسراً لذلك ينصح السير ببطء لئلا تدخل المياه إلى السيارة وتعطلها. الأسر تستعد وأشار الدفاع المدني إلى أنه يجب الاستعداد قبل الفيضانات، حيث تحدد الأسرة منطقة معروفة بالمنزل توضع بها جميع الاحتياجات من الأمتعة، والاحتفاظ بمخزون من الماء والأكل الذي لا يحتاج إلى طبخ أو تبريد لأنه يمكن أن تنفصل الطاقة الكهربائية عنه، والاحتفاظ براديو متنقل، وكشافات تعمل بالبطاريات، وكمية من البطاريات الاحتياطية، ومعدات الإسعافات الأولية أو أي مواد طبية أخرى يحتاج لها أفراد العائلة. وأوصى بتعبئة السيارة بالوقود للاستفادة منها في حالة انقطاع الكهرباء، والاحتفاظ بمواد مثل أكياس الرمل، وخشب الأبلاكاش، والصفائح البلاستيكية والأغطية الخشبية لمنع مياه الفيضان، وعدم محاولة وضع أكياس الرمل حول جدران المنزل إذا كان هناك احتمال حدوث فيضان في المياه بدرجة عميقة، لأنه ربما يسبب ذلك انسياب المياه تحت أكياس الرمل ويهدد بانهيار جدران الغرف بطول بقاء الفيضانات، وبالتدريج تتصدع. تعليق الدراسة وحول تأثير هذه السيول على الدراسة، وانتظام جركة السير، فذكرت قناة «العربية» أنه تم تعليق الدراسة في الرياض السبت، بسبب تردي الأحوال الجوية، ويعد هذا القرار أحد الإجراءات الاحترازية للتحول الجوي الحاصل في الساعات القليلة الماضية بالمملكة. وأعلن مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور إبراهيم بن عبدالله المسند بتعليق الدراسة ليوم السبت، وأوضح نائب لجنة الطوارئ مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية صالح الحربي أن لجنة الطوارئ بالإدارة عقدت اجتماعها مساء الجمعة وبعد دراسة التقارير الواردة من الجهات المختصة فقد أقرت اللجنة تعليق الدراسة ليوم السبت بسبب الحالة الجوية التي تمر بها المنطقة، التي يتوقع معها هطول أمطار غزيرة. وفي محافظة عفيف، كانت لجنة الطوارىء قد أقرت في إدارة التربية والتعليم بالمحافظة تعليق الدراسة، لكافة مدارس القطاعين الداخلي والخارجي. وكانت مدينة عفيف شهدت، هطول امطار غزيرة جداً ادت إلى احتجاز عدد من المركبات في الشارع العام وإغلاقه في ثلاث نقاط ودخول المياه إلى بعض المنازل والمحلات التجارية وتسببت الأمطار في انكسار في الدائري الشمالي وفيضان مياه الوادي فوق الجسر وقد فاضت أودية دسمان والأودية المحيطة بعفيف من غزارة الأمطار وهطلت أمطار على الحوميات والمردمة والمصيفقية . وفي مشهد نادر فاضت مياه شعيب عفيف والذي يخترق المدينة من شرقها لغربها بالمياه بحيث عجزت عبارات التصريف عن تحمل كثافة السيول مما تسبب في فيضان مجرى الوادي . وقد ذلت الفرق الأمنية التابعة للدفاع المدني والشرطة والمرور جهوداً مضنية في إنقاذ المحتجزين وإنقاذ المركبات المتعطلة وتحويل مسارات الطريق إلى مسارات أمنة .