قال خليل العناني، الباحث في سياسة الشرق الأوسط، في جامعة دورهام بإنجلترا, أن تصاعد المشاعر المعادية للإخوان المسلمين داخل وخارج مصر أصبحت لا جدال فيها، فالأداء السيئ لحكومة الإخوان والغطرسة وعدم النضج السياسي لهم أغضب العديد من المصريين وأثار قلق صانعي القرار السياسي في الغرب. وفي مقالته المنشورة بمجلة «فورين بولسي» الأمريكية، أوضح «العناني»، أن الإخوان على ما يبدو لا يشعرون بالقلق حيال الاستياء المتزايد ضدهم، فهم مشغولو البال بالحصول على المزيد من السلطة ولا يهتم قادتهم بادعاءات أن شعبية الجماعة في تراجع. أما بالنسبة للرئيس محمد مرسي، أضاف الباحث أنه أيضا يميل لتجاهل واحتقار قادة المعارضة الذي يؤمن أنهم يهددون أو يحاولون تقويض حكمه، فمن وجهة نظره طالما دعم الجماعة آمن فيجب ألا يشعر بالقلق. ويرى «العناني» أن عدم شعور الإخوان بالقلق جراء المعارضة المتزايدة لهم ناتج عن عملية «الإدراك»، فكل من الجماعة والرئيس ينظرون إلى المعارضة كجزء من مؤامرة عالمية ضد ما يسمونه «المشروع الإسلامي» أو أن المعارضة قوة شريرة تسعي لتخريب الثورة وإقصاء الإخوان، بمعنى أخر أكد الباحث أن قادة الإخوان يميلون لغض البصر عن أخطائهم وتعليق فشلهم على أكتاف المعارضة. أوضح «العناني»، أن الجماعة تعاني من شعور نكران الذات وهو الذي أصبح أمرا مشتركا بين الأعضاء الذين يميلون بلا خجل إلى نسب مشاكل البلاد للمعارضة أو إلى أصابع غير مرئية تسعي لزعزعة استقرار البلاد. ومع ذلك قال «العناني»، أن ظاهرة معاداة الإخوان، خلافًا لما قد يعتقد العديد، لها نتائج عكسية على الجماعة، فهي تفيدها وتلعب لصالح قائدتها المحافظين، بمعني أخر فالمظاهرات المستمرة ضد الإخوان تؤدي بدون قصد إلى تعزيز وحدة الجماعة وترسيخ قبضة قيادتها على التنظيم. ومن المثير للاهتمام, أن معاناة ومحنة الأعضاء تم النظر إليها دائمًا كأداة رئيسية في عملية الترقية داخل الجماعة، فكلما زاد تحمل العضو للضغط كلما حصل على ترقية أعلي داخل الجماعة. وأضاف الباحث أن الإخوان بعد الثورة استخدموا مؤامرة المعارضة ضد حكمهم كنقطة استقطاب بديلا عن قمع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وهو الذي يعد واحد من الأساليب العديدة المستخدمة من قبل هؤلاء القادة للحفاظ على ولاء الأعضاء والحفاظ على وحدة وتماسك الحركة وخاصة خلال الأوقات الصعبة أو الأزمات. ومن ثم أوضح «العناني» أن الإخوان بالرغم من وجودهم في السلطة إلا أنهم يستمرون في النظر إلى أنفسهم ك«ضحايا» المعارضة الذين تحولوا ليكونوا «العدو الخارجي» الذي يحاول تقويض «المشروع الإسلامي» بغض النظر عن ما يعنيه هذا الأخير، والمثير للسخرية أن أقوى المعارضين لحكم الإخوان الآن هم السلفيين والقوى الإسلامية الأخرى وليس القوى العلمانية والليبرالية. قال الباحث أيضًا أن قادة الإخوان يستدعون «معاداة الأخونة» لتجنب النقد الداخلي وتشويه الدعوات من أجل التغيير والإصلاح التي زادت بين المعارضة الشعبية، موضحة أن الأعضاء لديهم استعداد متزايد لإتباع مبدأ «السمع والطاعة» من حيث المبدأ والاستسلام للقيادة، وليس من المستغرب أن الجناح الإصلاحي داخل الجماعة قد تراجع بشكل ملحوظ، ومن الواضح أن الجماعة تميل لاستخدام التقنية ذاتها مع المعارضة العلمانية والليبرالية. في النهاية اختتم " العناني " مقالته بالسخرية من فكرة أنه بينما تتبني المعارضة المصرية خطابًا معاديًا للإخوان لفضح وتشويه سمعة الإخوان تعول الجماعة بشدة على هذا الخطاب للحفاظ على السلطة والتماسك التنظيمي.