قال خليل العناني، الأكاديمي المتخصص في سياسة الشرق الأوسط بجامعة "دورهام"، إنه رغم اعتماد المعارضة بمصر بشكل متزايد على خطاب مناهض للإخوان بهدف "كشف الجماعة وتقويض رصيدها"، إلا أن الأخيرة تعتمد بشكل مؤكد على هذا الخطاب من أجل الحفاظ على السلطة وإدامة تماسك تنظيمها. وقال العناني، في مقال على موقع مجلة "الفورين بوليسي" ونشره موقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة أنباء رويترز، إنه لا يبدو أن الجماعة التي تتولى السلطة في البلاد منذ 10 شهور تأخذ على محمل الجد الانتقادات الموجهة لها في الداخل والخارج "بسبب أدائها السئ واستعلائها السياسي الذي أزعج كثيرا من المصريين وأثار قلق صانعي السياسة في الغرب". ويقول الكاتب –الذي سيصدر له قريبًا كتاب بعنوان مبدئي؛ "كشف مضمون جماعة الإخوان المسلمين.. الدين والهوية والسياسة"- إن الجماعة لا تهتم بالادعاءات بشأن تراجع شعبيتها، وإن الرئيس مرسي يميل لتجاهل وازدراء وتهديد قادة المعارضة معتقدًا أنهم يحاولون تقويض حكمه. ويضيف أن كلاهما –الجماعة والرئيس "الذي لم يبد أي إشارة لفصل الرئاسة عنها"- يرون المعارضة كجزء من مؤامرة عالمية ضد ما يسمونه "المشروع الإسلامي"، وهما يغضان الطرف عن أخطائهما ويعلقان الفشل على أكتاف المعارضة. ويقول الكاتب إن ظاهرة العداء للإخوان –على عكس ما يعتقد الكثيرون- لها أثر عكسي على الجماعة، وإنها مفيدة لها بشكل كبير، وتلعب دورا لصالح قيادتها المحافظة. ويوضح أن العداء للإخوان يوحد أعضاءها ويزيد سلطة القيادة على التنظيم، باستخدام مفاهيم سادت طويلا داخل الجماعة مثل "المحنة" و"الصبر" و"الابتلاء" التي تعكس المعاناة التاريخية ودور الضحية السائد بين قادة وأعضاء الجماعة مستدعية ذكريات قمعها لعقود في عهدي جمال عبد الناصر ومبارك، ممكنة إياهم من مواجهة وتحمل الضغوط الخارجية وتجنب الانشقاقات الداخلية. ويقول "العناني" أن جماعة الإخوان استبدلت مؤامرة المعارضة ضدها بقمع مبارك، لضمان وحدتها وولاء أعضائها، وإنها على الرغم من توليها للسلطة تستمر في تمثل نفسها في دور "الضحية" للمعارضة التي تحولت لعدو خارجي معاد ل"المشروع الإسلامي"، على الرغم من أن أكثر فصائل المعارضة قوة هم السلفيون الذين يتبنون نفس المشروع. ويضيف أن "الهجوم" على مقر الجماعة بالمقطم في مارس الماضي كان فرصة سانحة لقيادة الجماعة لتؤكد على مفهوم "المحنة" وترويجه بين أعضائها. ويقول الكاتب إن قادة الجماعة يبذلون جهدا مستمرا لتغذية العداء للإخوان، من أجل تفويت الفرصة على النقد الداخلي ودعوات التغيير والإصلاح. ويضيف أن الجماعة قامت عن عمد بإقصاء وتهميش الشباب والعناصر الإصلاحية بها، وتكرر ذلك مع المعارضة الليبرالية، وبدلا من الحث على إجراء حوار حقيقي والإنصات لمطالب المعارضة تقوم باستبعاد وتشويه صورة الشخصيات المعارضة.