قال " ألفارو دي فاسكونسيلوس " مدير المشاريع في الشبكة البحثية " مبادرة لإصلاح العربي ", أن الانتخابات البرلمانية القادمة في مصر بإمكانها المساعدة في تعزيز الديمقراطية حديثة الولادة للبلاد وإعطاء الشرعية لجهود الحكومة المبذولة لمعالجة التحديات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد. غير أنه قال بأن الانتخابات لن تكون كافية، فإذا لم تتغلب مصر على الاستقطاب السياسي الحالي وتعمل على بناء إجماع واسع يتضمن الإسلاميين الحاكمين للبلاد والمعارضة العلمانية سوف تستمر مشكلاتها مما يعرض آفاق مستقبل ديمقراطي للخطر.
أوضح مدير المشاريع في الشبكة البحثية في مقال له نشرته اليوم صحيفة " التايمز " اليابانية، أن حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين يجب أن يعمل على تهدئة التوترات والتركيز على بناء توافق مع المعارضة وإنشاء حكومة أكثر شمولية ، فإبعاد الأحزاب العلمانية بسبب أدائهم الضعيف في الانتخابات السابقة سوف يكون خطأ في مصر حيث لا تزال الشرعية الثورية عاملا حاسمًا.
أما بشأن أحزاب جبهة الإنقاذ الوطني , فيجب عليهم إعادة النظر في خطتهم لمقاطعة الانتخابات، فإن استجابتهم لمطالب أمريكا باختيار المسار الانتخابي، بما في ذلك رفضهم لمقابلة " جون كيري " وزير الخارجية الأمريكي لا يخدم مصالحهم.
و يرى " فاسكونسيلوس " أنه ينبغي على أحزاب الجبهة الاستعداد للمشاركة بشكل نشط واستخدام العملية الانتخابية في بناء وتوسيع نفوذهم، فعن طريق تقديم أنفسهم كبديل سياسي موثوق فيه عن حزب الحرية والعدالة سوف يتمكنون من الفوز بدعم شعبي أكبر وتأمين قدر أكبر من القدرة على المساومة. ومن خلال المشاركة بدون أي شروط مسبقة في الحوار الوطني المقترح من قبل الرئيس " محمد مرسي " سينجحون في ضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة، موضحًا إلى أن رغبة " مرسي " في مراقبة الاتحاد الأوروبي للانتخابات تشير إلى أن هذه النتيجة ممكنة.
أما بالنسبة للغرب قال المدير أنه بدلا من إلغاء التحول الديمقراطي في مصر قبل الأوان يجب عليهم أن يقدمون الدعم للعملية الانتخابية المصرية من خلال المساعدة المقدمة من صندوق النقد الدولي والتي سوف تساعد في تهدئة التوتر الاجتماعي، ومن ثم فإنه ينبغي على الصندوق منح مصر المساعدة المالية التي تحتاجها وإسقاط المطالب بوقف الدعم المقدم على المواد الغذائية والطاقة والذي إذا تم تنفيذها الآن وسط الفوضى الاجتماعية الشائعة ستصبح بمثابة الانتحار السياسي لحزب الحرية والعدالة.
أضاف " فاسكونسيلوس " أن تقديم الدعم من قبل الغرب بإمكانه التعزيز من العملية الديمقراطية المصرية كما أن التجاهل بإمكانه تقويضها، موضحا أن المصلحة الأمريكية في مصر الديمقراطية واضحة، أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي تم تشويه سمعته في السنوات الأخيرة، فيجب عليه ألا يضيع فرصة تقديم مراقبين للانتخابات و حوافز طويلة الأجل لمصر من أجل تعزيز الحكم الديمقراطي.