طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الطلاب الوافدين، قائلاً: "أرجوكُم أيها الأبناء أنْ تُصارحونا بأحوالكم وتُفضوا إلينا بمتاعبِكم، ولا تتردَّدوا في ذِكر أيِّ مُشكلةٍ من مشاكلكم؛ فنحن لكم هنا آباء، وأنتم لدينا وَدِيعةٌ غالية، ونَعِدُكم أن نزيل من طريقكم كلَّ العقبات - ما أمكَنَنا ذلك -لتتفرَّغوا لغايتِكم التي جِئتُم من أجلها". جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الأول للوافدين برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر،بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر ظهر اليوم الأربعاء، والذي تنظمه الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون مع برلمان الطلاب الوافدين.
وتحدث فضيلة الإمام الأكبر، قائلًا: أُوصيكم أيها الأبناء في مبدأ الأمر: بإحسان النيَّة في طلب العلم، وأنَّه لهدايةِ النفس، وإرشاد الغير؛ قال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
وأضاف فضيلته: "أُوصيكم أيضًا بطَهارةِ القلبِ واليدِ واللسان؛ فإنَّ العلم نورٌ يقذفُه الله في قلوب عباده، فلا يجتمع مع رُعونات النَّفس، وغلَبةِ الهوَى، فاحرِصُوا على آداب طُلاب العلم تنالوا منه أرفَعَه؛ فإنما العلمُ علمان: علمٌ في القلب، وعلمٌ على اللسان؛ فأمَّا الذي في القلب فذلكم هو العلم النافع، وأمَّا الذي على اللسان فهو حُجَّةُ الله على ابن آدم (الإنسان)".
وقد حضر المؤتمر لفيفٌ من عمداء الكليات الأزهرية، وأساتذة جامعة الأزهر، وكان في مقدمة الحضور: الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، رئيس المكتب الفني لفضيلة الإمام الأكبر، ورئيس مجمع اللغة العربية، والأستاذ الدكتور عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور عبد الدايم نصير، الرئيس العام للرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور محيي الدين عفيفي، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين.
فيما ذكر الدكتور عبد الفضيل القوصي أن القرآن هو الأساس الذي ينبني عليه كل شيء في حياتنا, وأن الأزهر هو الحارس الأمين على علوم القرآن الكريم, وأن الطلاب الوافدين ليسوا غرباء على مصر؛ وإنما هي بلدهم.
أما الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فقد تطرق إلى أن عدد الوافدين الذين يدرسون بالأزهر أربعون ألف طالب، يمثّل طلاب المنح منهم ما لا يزيد عن خمسة آلاف طالب، والباقي يدرس على نفقته الخاصة، وأتوا إلى مصر بتأشيرة سياحية وليس بتأشيرة دراسة، وقام الأزهر بتغيير التأشيرات للدراسة، مما يدلل على مدى رغبة الآلاف من الطلاب الوافدين في الإقبال على الأزهر حتى ولو كان ذلك على نفقتهم الخاصة، منتقدًا بعض الطلاب الوافدين الذين ينشغلون بالعمل ويهملون الدراسة، وكذلك من يتركون الدراسة بالأزهر ليدرسوا دراسة أخرى غير وسطية.
كما نبه إلى أن هناك توجيهات من فضيلة الإمام الأكبر بضرورة استعمال العربية الفصحى داخل قاعات الدراسة، وخصوصًا مع الطلاب الوافدين.