تمر علينا لحظات كثيرة تختلط فيها الأوراق ويتعثر فيها الفهم المحدود ويتشكك فيها العقل المذبذب .. كل ذلك وارد في دنيا البشر والتي هي دنيا وليست جنة حين شاهدت محاكمة الرئيس المخلوع مبارك وابنيه ووزير داخليته وكبار مساعديه ..
لا أدري لماذا عاد بي التاريخ سريعا "لفرعون مصر وهامان وكبار رجالاته "
سبحان الله .. وكأن السيناريو يتكرر بعد مرور كل هذه الآلاف من السنين
وغيرها من آي الذكر التي تحدثت عن فرعون وبطشه وبغيه ..
مع فارق الزمن وفارق التاريخ إلا أن المكان واحد " مصر "
اليوم وبعد أن رق قلب الكثيرين "لمبارك " ونسوا أو تناسوا " كل سوءاته وجرائمه وطغيانه ورجالاته .. بعد أن تناسوا فقر حالهم ومرض أولادهم وذل شيوخهم واستحداث أمراض جديدة على كبد وقلب وكلى المصريين الأطهار ..
بعد أن تناسى المشفقون على " مبارك " قتل أحلامهم وسفك دماء أبنائهم
ومع يقيننا بأن الإخوان لعبوا دورا أساسيا فيما آلت إليه الأمور وما آل إليه تفكير البسطاء من أبناء هذا الشعب .. ليس الإخوان فحسب بل كل التيارات الأخرى .. لعبوا دورا أساسيا في وأد فكرة " القصاص " وفي إظهار الجاني في مظهر " المجني عليه "وفي صراعهم على كرسي " فرعون " بدلا من صراعهم على إصلاح حال مصر .
رغم كل ذلك .. لا أجد ما أذكر به نفسي وأذكر كل عاقل به من تشابه اليوم مع الأمس .. وبتماثل القصة رغم تباعد الزمان مع قصة فرعون وهامان .. فهاهو فرعون مصر قديما ينجي الله " جسده " من غرق محقق وتآكل واقعي ليكون عبرة وآية لكل فرعون جديد يظن نفسه مالك الملك والملكوت ...
واليوم أجد نفس الواقع .. حيث نجى الله " مبارك " بجسده ليكون عبرة وآية لكل فرعون قادم ..
ولا يتقول أحد ويتفلسف ويقول هناك فارق ..
أليس ذل السجن ومشاهدة القاصي والداني لمبارك وولديه وجنوده بين قضبان السجن خير عظة وأكبر آية ؟؟؟!!!
مهما كان حاله ومهما ظهر عليه من تحسن فهو " سجين " بين قضبان وحديد
خرج من عز الملك لذل السجن ..
" فاتعظوا يا أولي الألباب " واعتصموا بحبل الله قبل أن تصبحوا " فراعين جديدة " .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه