بعد أن بدأت مصر خطواتها الفعلية للحصول على قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 4.8 مليار دولار، ولا سيما بعد جلسة مسئولي الصندوق مع ممثلي المعارضة في الأيام السابقة، والمستمرة اليوم وتعهدات الحكومة بعدم رفع الدعم عن المواطنين أو الاقتراب من السلع الحيوية، ترى غالبية الأحزاب الإسلامية أن هذا القرض هو إشارة للعامل الخارجي على تعافي الاقتصاد لتشجيعهم للاستثمار في مصر. حيث قال "جمال سمك" الأمين العام المساعد لحزب البناء و التنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن القرض هو شهادة ضمان لمصر أمام العالم الخارجي أن الاقتصاد المصري يتعافي وانتعاشة، وان مصر صالحة للاستثمار في الوقت الحالي، وان الاتحاد الأوربي و مستثمرين أمريكيين وبعض الدول الخارجية تنتظر حصول مصر على القرض من اجل استثماراته في مصر.
وأضاف "سمك "، في تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن هذا القرض من الناحية الدينية لا يعتبر ربا ، ولكنه مصاريف إدارية، ونسبة 1% من القرض ليست ربا، كما أن الواقع في مصر يفرض الحصول على القرض لدعم الاقتصاد وهو ضرورة ملحة ، وان القرض أشبه إلى حد كبير بصندوق الزمالة .
من جانبه قال "حاتم ابو زيد" ، عضو الهيئة العليا لحزب "الأصالة" ،: من الناحية الاقتصادية نرى مبدئيا أن الحصول على القرض ميزته انه شهادة ضمان لتعافي الاقتصاد المصري ، وان ذلك يشجع الاقتصاد المصري ويجلب استثمارات خارجية ،ولكن نتخوف من شروط وسياسات الصندوق التي تضر بالفقراء وتفرض على الدولة سياسية اقتصادية سلبية ، وكان من الأفضل ترشيد النفقات في البعثات الدبلوماسية ، والمستشارين في الوزارات .
وأضاف "ابو زيد"، إننا نرى أن القرض في الواقع به جزء ربا وهو 85.% ، وجزء أخرى مصاريف إدارية متمثل في 3.% ، وهذا هو واقع القرض أن به شبة للربا حتى وان لم تكن كبيرة .
وقال "خالد منصور " ، نائب رئيس حزب الإصلاح السلفي ، أن القرض ربا ولا شك في ذلك الأمر كما أن الدولة تفترض ربا بشكل دوري من البنوك الداخلية ، ونحن لا نرى انه مصاريف إدارية مثل يبرره البعض .
وأضاف "منصور"، في تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن الحاجة ملحة لهذا الأمر من الناحية السياسية ، ولكن هذا القرض سيفرض سياسات تقشفية ، تؤدى إلى ضغط على الفقراء مثل زيادة الأسعار ورفع الدعم ،و زيادة حالة الركود و التضخم ، وان هذا القرض سيزيد الأزمة أكثر .
ومن جهته قال الدكتور "محمد حسني"، القيادي في حزب "الراية " اعتقد انه فيه شبة ربا ولا شك في هذا الأمر، وقد هاجم الجميع الدكتور كمال الجنزوري عندما تحدث عن القرض بما فيهم الإخوان المسلمين، و لكن بعد أن تغيرت المواقع تغيرت الآراء، وهذا يدل على الازدواجية الفكرية لدى البعض .
وأضاف "حسني": «اعتقد القرض لن يحدث تدخل في الحياة السياسية من جانب صندوق النقد، وانما هو مجرد جواز سفر للخارج، للتعبير عن تعافي الاقتصاد المصري، وان السوق المصري أصبح قابل لضخ الاستثمارات الأجنبية فيه، كما يؤدى إلى رفع درجة الثقة في الاقتصاد المصري».