انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة في مصر، بات ظاهرة مقللة للغاية، فبعدما كان يصعب الحصول عليها في الماضي أصبح سهل المنال في الوقت الحالي، بل يُمكن القول أنك تستطيع شراء الحبوب المخدرة بسهولة ويسر بطرق ملتوية، في الوقت الذي يصعب على مريض شراء نفس الحبوب للعلاج، لضياع روشتة الطبيب مثلاً!. ولم يقف أمر بيع الحشيش والأقراص المخدرة تحديدًا في الشوارع فقط، بل قام مجموعة من الشباب مؤخرًا بإنشاء صفحة على ال"فيس بوك" و"تويتر" تحت عنوان "الحشيش بكام؟"، لتقديم أحدث أسعار الحشيش وأماكن بيعه بصفة يومية، ووصل عدد مُتابعيهم على الفيس إلى 2.422، فيما بلغ 538 على تويتر.
ويقوم متابعو صفحة "الحشيش بكام؟"، بإرسال أسمائهم وأسعار الحشيش وأماكن بيعه حسب مناطقهم السكنية، ليقوم المسئولون عن الصفحة بنشرها على ال"فيس بوك" و"تويتر"، كما يرشد الموقع متابعيه إلى كيفية المساعدة في نشر خدماته عن طريق كتابة معينة ليتمكنوا من نشر المعلومات على "تويتر" بسهولة.
وبالفعل إذا ما دخلت على صفحة "الحشيش بكام؟"، ستجد الصفحة يتم تحديثها بشكل مستمر طوال اليوم، فيما تباينت أسعار الحشيش وفقًا لكل منطقة، حيث بلغ سعره 100 "بلبل" كما يطلقون على الجنيه في الزيتون وشبرا والباطنية وغيرها، ووصل في أماكن أخرى ل80 و70 "بلبل" كفيصل والهرم وطنطا ودار السلام، وسط تفاعل شديد من المتابعين.
إلا أن بعض مُتابعي الصفحة على "تويتر" استغلوها في السخرية من أسعار الحشيش والمناطق بشكل عام والدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية بشكل خاص، حيث أكدوا أن أفضل أنواع الحشيش وأرخصها على الإطلاق تُباع في الاتحادية وثمنها لا يتجاوز ال25 "بلبل".
ولكن المقلق في الأمر أن ظاهرة الإدمان أصبحت بين أطفال لم تتجاوز أعمارهم ال11 عامًا وليس الشباب فقط، فيما تدني سن بداية التدخين إلى 9 سنوات، بينما كان في السابق يتراوح بين 30 إلى 40 عامًا، كما أن نسبة تعاطي المخدرات في مصر تخطت المعدلات العالمية المتعارف عليها والبالغة نسبتها 5%، حيث وصلت إلى 7%، وذلك وفقًا لما أعلنه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
بالإضافة إلى أن بعض الأبحاث والدراسات التي أُجريت مؤخرًا، أكدت أن نسبة انتشار وتعاطي المواد المخدرة زادت في مصر بعد الثورة بنسب كبيرة تفوق معدلات انتشارها قبل 25 يناير 2011، حيث ارتفع حجم التعاطي والإدمان بما يتجاوز 50% على الأقل!.
ووفقًا للإحصاءات الخاصة بصندوق مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان، فإن 45% من المدمنين يتناولون عقار الترامادول و81% يتعاطون أكثر من نوع, ثم 21% يتعاطون الحشيش و 0.1% فقط يتناولون الهيروين، فيما أظهرت إحصائيات وزارة الصحة وجامعة القاهرة، إن 60% من شباب الجامعات والمعاهد العليا مدمنون، وإن 30% يقدم على التعاطي لمرة واحدة في الأفراح.
أما إحصائيات الأممالمتحدة فتؤكد أن عدد المدمنين في مصر يبلغ حوالي 5 ملايين شخص، في حين أكد مركز البحوث الاجتماعية أن مصر تحتل المرتبة الثانية في الإدمان بين الدول الإفريقية؛ وأن هناك 8 ملايين مدمن ونحو 250 مليون قرص ترامادول يدخل مصر سنويًا.
وأثار انتشار المخدارت في سن مبكر للغاية بمصر العديد من التساؤلات، حول الأسباب التي دفعتهم للإقدام على مثل هذه الخطوة، لذا حرص "محيط" على أخذ رأي أحد الشباب الذي سبق وخاض تجربة الإدمان ولكنه رفض ذكر أسمه، وقال لنا 10 أسباب دفعته لتناول المخدرات، وهي:
1- ضعف الإيمان والابتعاد عن تعاليم الدين.
2- الاقتراب من أصدقاء السوء والرغبة في تقليدهم دون التفكير في عواقب ما سيفعله.
3- توافر المال مع غياب التوعية للطريقة المثلى لإنفاقه.
4- أوقات الفراغ والرغبة في ملئها بأي طريقة أياً كانت.
5- الابتعاد عن الأسرة وكثرة المشاكل بينه وبينهم.
6- إهمال الدراسة وعدم التفكير في إيجاد فرصة عمل، في حالة إنهاء الدراسة.
7- الاعتقاد بأن المخدرات بأنواعها المختلفة تُزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل، بل وتُزيد القدرة الجنسية لديه.
8- حب الاستطلاع والفضول في تجربة أشياء جديدة عليه وغير مألوفة، دون الاهتمام بالآثار المترتبة عليها.
9- استخدام بعض المواد المخدرة للعلاج كمسكن ولإطالة العملية الجنسية.
10 – توافر كافة أنواع المخدرات، بجانب سهولة شرائها من أي مكان تتواجد فيه.
وابدي الشاب، ندمه الشديد على خوض مثل هذه التجربة، التي جعلته يسرق أموال من أهله وبعض مقتنيات المنزل، لتوفير ثمن المخدرات، كما أنها أضاعت نحو 7 سنوات من عمره، وجعلته غير مبالٍ بدارسته، الأمر الذي أدى إلى رسوبه أكثر من عام، إلا أنه سعيد لانه تخلص من هذه العادة وتمنى أن يتعالج الشباب المدمنين ويبدأون حياة جديدة مثله تمامًا.