وصف المبعوث الصيني الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط وو سي كه، ، الزيارة الرسمية المرتقبة التى سيقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير لدولة جنوب السودان في الثاني عشر من شهر أبريل الجاري بالخطوة المهمة والإيجابية لدفع تحقيق السلام الشامل وتطبيع العلاقات بين الدولتين . وقال وو سي كه، في تحليل إخباري لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" اليوم "الاربعاء" إن هذه الزيارة تثبت أن السودان وجنوب السودان توصلتا تدريجيا إلى أن المحادثات السلمية أفضل الطرق لحل القضايا العالقة بين الدولتين، وتصب في المصالح المشتركة لجميع الأطراف ذات الصلة، وتساعد على توفير بيئة آمنة لتنمية المنطقة" .
وأضاف المبعوث الصيني "أن البيئة الدولية مناسبة بصورة عامة لحل الخلافات بين دولتي السودان وجنوب السودان، حيث يدفع المجتمع الدولي، ومن بينه الصين، باتجاه إنهاء حالة العداء بين الجانبين بغية تحقيق السلام الشامل وتطبيع العلاقات بين البلدين .
وأوضح وو أن "الصين تأمل في استقرار الأوضاع ، وتلعب دورا فعالا في دفع تحقيق السلام بين الدولتين، إذ تجري جولات من المفاوضات مع الأطراف المعنية لتخفيف حدة التوتر ودفع الحل السياسي للقضايا في أسرع وقت ممكن.
وترى الدبلوماسية الصينية أن زيارة الرئيس السوداني البشير، التي تعد الأولى من نوعها منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، والتى تأتي في ظل تطورات إيجابية تشهدها العلاقات بين السودانين، تبشر بأن الخرطوم وجوبا تسيران بشكل عام على درب السلام وسط جهود دولية حثيثة، على الرغم من العقبات والتحديات التى قد تعرقل هذا المسار .
من جانبه .. يرى تشونغ جيان هوا، الممثل الخاص للحكومة الصينية للشئون الأفريقية، والذي حل محل المبعوث السابق ليو قوي جين العام الماضي، أن زيارة البشير تزيد الأمل في حل القضايا العالقة بين الطرفين بعد فترة من الجمود ، موضحا أن الزيارة تأتي في اللحظة المناسبة، إذ ترسخ التقدم المحرز وتدفع تحسين العلاقات بين الدولتين .
ويعتقد تشونغ أن "تسوية القضايا العالقة بين السودانين "قد تحقق تقدما كبيرا من خلال زيارة البشير وبعد التطورات الإيجابية الأخيرة، وبخاصة استئناف تصدير النفط، الأمر الذي يفيد الجانبين، إذ تحصل دولة السودان من خلاله على رسوم العبور، وتحصل دولة جنوب السودان على عائدات النفط، بما يساعد على انتعاش اقتصادي البلدين".
وطبقا لتقرير الوكالة الصينية فقد فقدت دولة السودان قدرا كبيرا من الدخل منذ انقطاع تصدير نفط جنوب السودان في يناير 2012، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة السودانية وزيادة معدل التضخم المحلي لما يزيد على 40 بالمائة، فيما تعرض اقتصاد جنوب السودان لخسائر كبيرة أيضا، لكنه رغم التطورات الإيجابية فيما يتعلق بحل القضايا الخلافية بين الخرطوم وجوبا، ما زالت هناك تحديات قد تعرقل تحقيق السلام الشامل وتحسين العلاقات بين الدولتين .
ويرى المبعوث الصيني الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط وو سي كه أن "وجود خلافات وتوترات بين الجانبين أمر طبيعي بعد الانقسام، حيث تسعى كل من الدولتين إلى تحقيق مصالحها الخاصة ولا تريد أن تعاني من خسائر في جميع المجالات ومن أهمها السياسة والاقتصاد . اما الممثل الخاص للحكومة الصينية للشئون الأفريقية تشونغ جيان هوا، فيشير إلى أن "قضية أبيي تعد معقدة نسبيا بالنسبة للجانبين، حيث فيما يتعلق بالسودان، هناك عدد كبير من البدو العرب يقيمون في أبيي لحوالي أربعة أشهر كل سنة، أما جنوب السودان، فتعد أبيي مسقط رأس كثير من مسئولي الدولة الجديدة، كما أنها منطقة غنية بالنفط ولا يمكن أن يتخلى أي جانب عنها بسهولة".
وأضاف تشونغ أن "ترسيم الحدود عقبة أخرى أمام الجانبين وأنه على أية حال ، ليس من السهل أن تقدم كل من الدولتين تنازلات جوهرية في هذه القضية .. مشيرا إلى أن العلاقات المزعومة مع بعض الفصائل المتمردة قد تعرقل أيضا تنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين".
ولفت وو سي كه ، إلى أن "الأوضاع المتوترة بين السودان وجنوب السودان ستشكل تحديات ضخمة على الصعيد الأمني في المنطقة ككل ، ومن المؤكد أن تلحق ضررا بمصالح الأطراف ذات الصلة، كما يري زميله تشونغ أن حل هذه القضايا يحتاج إلى التحلي بالصبر والالتزام بإجراء محادثات حتى يتم التوصل إلى نتيجة جيدة لجميع الأطراف.
وأتفق الدبلوماسيان الصينيان وو سي كه، تشونغ جيان هوا، على أن حل القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا ما زال يسير في اتجاه إيجابي بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأفريقي، حيث يقول تشونغ إن المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأفريقي، يبذل قصارى الجهود للوساطة بين الخرطوم وجوبا .
يذكر أن الصين شهدت عملية صياغة اتفاقية السلام الشاملة بين شمال وجنوب السودان، وأعربت عن احترامها لإرادة واختيار شعبي الطرفين وبذلت جهودا جادة في مساعدتهما من أجل تحقيق السلام والابتعاد عن الحرب .