" 1980 و أنت طالع " عرض مسرحى قدم على مسرح معهد الموسيقى العربية برمسيس ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح فى دورته السادسة ، من خلال مجموعة من الشباب يقدمون أنفسهم على أنهم متلقون للحياة وقد بدا عليهم بعض الارهاق ولكنهم متجاوبون مع الحياة ويحاولون تجاوز أزماتها، وعبر عدد من المفارقات الكوميدية والازمات التي واجهت هذا الشباب نتعرف على الحيوات التي نعيشها، ثم ننتقل من عالم الواقع للخيال مستشرفين المستقبل البعيد للنلاحظ أن نفس الازمات تقريبا هي هي وإن اختلفت أدوات تقديمها. تمتع النص هنا بالكثير من العمق، والموسيقى تعاملت مع الدراما بدقة ومع مساحات الخلفية أيضا دون إزعاج ، و ميزة العرض الكبرى هى " الإفيه " الذى يقدم كوميديا جادة مع عدم الإسفاف ، كما أن الإشباع بالأمل كان سمة واضحة .
في هذا الإطار التفاعلي والفن الجاد قامت الندوة المتابعة للعرض من قبل الناقدين محمود عبد الله و طارق راغب؛ و عبر محمود عبدالله أنه شاهد نفسه وشاهد مصر معه في هذه المرحلة الصعبة من حياة مصر بالعرض ؛ تلك الحالة التي تعاني من الجفاف التي يتعامل بها المجتمع مع الجيل الجديد.
كما أن الكوميديا التي عرضتها الفرقة كانت سهلة رغم المعاناة التي كان يمر بها ، ولم تخرج الموسيقى عن هذا الإطار الذي تميز به العرض من جدة وإتقان, وأكبر دليل على ذلك –بحسب رأي الأستاذ محمود عبد الله- هو حفاوة الجمهور بما قدمت هذه الفرقة, التي استطاعت أن تعرض قضاياها وقضايا المجتمع المصري بكثير من الاستيعاب والجدية.
وأما طارق راغب فعبر عن إعجابه بهذا العرض من خلال طرحه من أفكار وأداء متامس مع الواقع والشطح الخيالي المقبول من ناحية الدعم الدرامي ، الذي أكد على ضرورة أن نتاكتف لتجاوز هذه الشبورة التي نمر بها جميعا .
كذلك فإن الرؤية العامة اتسمت بالجدية رغم التداخل الشديد بين الكباريه السياسي ومسرح الجريدة والميتافيزيقه في إطار من الدراما الكوميدية المريرة دون افتعال مؤكدا في النهاية أن الممثل وهو أساس العملية المسرحية ولا يساويه في الأهمية إلا الجمهور الذي أعلن مرارا استجابته لهذا العرض الذي لم يعول كثير عللى الديكو والاكسسوار.