لكل منا اشياء يفضلها فى حياته ويعتز بها اعتزازا كبيرا .. وخاصة اذا كانت هذه الاشياء المحببة الى قلوبنا نرى بها العالم من حولنا بزوايا ورؤي مختلفة . اتحدث اليوم عن مهنة البحث عن المتاعب ولكن بشقها الاخر الذي يوازن الشق المكتوب الا وهو الصورة وما تجلب على صاحبها من متاعب فى سبيل "اقتناصها " نعم اقتناصها فالصورة الصحفية هى لحظة صيد ثمين اذا ضاعت منك ربما تضيع من خلفها المعانى الكثيرة التى لا يستطيع القلم التعبير عنها مهما سطر الاف الاسطر الا ان صورة واحدة توازى هذه الاسطر ربما تعبر وتتحدث وتنطق بما يبرهن على مصداقية الكلام وصحته .
حاول الكثيرون التقليل من مهنة المصور الصحفى واعتبروها مهنة مساعدة للعمل الصحفى الا انها فى الحقيقة هى صلب العمل الصحفى وقمة ادوات نجاحه واحد المفردات الهامة فى تطوره ومواكبته للحدث .
وقد انشدت فى عشقي لتلك المهنة واداتها الرئيسية الكاميرا هذه الكلمات التى كتبتها بالعامية ولكنها ربما تعبر فى دلالة بالغة على ان الصور الصحفية والكاميرا هى عين الاحداث :
" كاميرتى احدثك يا حبيبتى ، نور قلبى و ضياء عينى ، أنت "جماد" وسامحينى على كلمتى هذه ، بداخلك أحساس أحسن من الأنسان ، السنسور قلب حىّ يعكس ما أراه واشعر به ، أنت الضحكة خلف كل صورة، الأمل خلف كل فكرة ، زمان لم اكن ادرى قيمتك ، جعلنى الوقت أتأكد إن من صنعك قصد تكونى صماء بكماء ، حتى اظل أفضل ادين لك طوال عمرى بالفضل وبسعادة لا تنتهى فانت سبب سعادتى ، وحبى لكِ ليس مشروطا ، اتمنى ان ألف الدنيا وأنت معي ، اتمنى اخر شيئ أغمض عليه عينى هو أنت ، سأوصي أهلى إن شاهد قبرى، يكون صورة لك معي.
اعطيتها كل ما تريد وكنت دائماً احس ناقصها شيئ ، يمكن ضحكة بجد ، همسة قلب ، حلم يتولد ، بتجرى وسط الناس من اجل امساك صورة ، أشهد يا تاريخ على حب مش مشروط ، ولا من وراه أى قيود، ولا من خلاله أى مصالح او فروض ، أشهد يا تاريخ إنى بحبك يا كاميرتى لحد يأذنلك الميعاد إنك تتكلمى".
مهنتنا ضمت بين عمالقة روادها شيخ المصورين العرب الراحل رشاد القوصي ، عاشق الكاميرا ومصور الرؤساء، وهو أول مصور صحفي مصري يغطي حرب فلسطين عام 1948، محمد يوسف عملاق التصوير الصحفي وأبو المصورين الصحفيين المصريين الذي بفضله أخذ المصور الصحفي مكانته داخل الصحف وأصبح له الحق في الانضمام إلي نقابة الصحفيين والذي بفضل كادراته وزواياه العبقرية أصبحت الصورة الصحفية أغلي من الصحيفة نفسها ، والعملاق فاروق ابراهيم ، وغيرهم من الاسماء اللامعة التى لا تعد ولا تحصي .
ندين بالفضل لكل من صنع فى تاريخ مهنتنا الراقية لمسة او بصمة او ذكرى لا تمحى عبرت عنها اللقطة خير من الف قلم ونقلت من خلالها معاناة او فرحة او الم او لحظة ميلاد او لحظة موت شاهدا حيا وموثقا على تاريخ البشرية جمعاء .
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، ولا تعبر بالضرورة عن الموقع أوالقائمين عليه