تداول العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما أسموه حديث روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم مضمونه : (حينما وصل النبي إلى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه: يامحمد أرفع رأسك ، وسل تٌعط قال: يارب إنك عذبت قوما بالخسف وقوما بالمسخ.. فماذا أنت فاعل بأمتي. قال الله: (أُنزل عليهم رحمتي .. وأُبدل سيئاتهم حسنات .. ومن دعاني أجبته .. ومن سألني أعطيته .. ومن توكّل عليّ كفيته .. وأستر على العصاة منهم في الدنيا .. وأُشفعك فيهم في الآخرة.. ولولا أنّ الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم .. يا محمد، إذا كنتُ أنا الرحيم وأنت الشفيع .. فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ). حول صحة الحديث:
لم يعثر على دليل لهذا الحديث في كتب السنة ؛ وخلوه من كتب السنة علامة على عدم صحته، هذا إلى جانب أنه يتضح من السياق أنه ليس من كلام النبوة؛ خاصة قوله "الحبيب يحب معاتبة حبيبة" يستحيل أن يكون هذا من كلام الله الذي قال:{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون} وقوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى}وقوله: {وماخلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين} ، فكل هذه تدل أن هناك غاية من خلق العباد: وهو الامتحان والابتلاء والاختبار، ومن ثم تكون المحاسبة على الاختبار.
وقوله تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بماعملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد} بل من أسماء الله "الحسيب" ومن معاني "الحسيب" أنه الحفيظ على عباده كل ماعملوه ، أحصاه الله ونسوه ، وعَلم تعالى ذلك ، وميّز صالح العمل من فاسده ، وعلم مايستحقون من الجزاء ، ومقدار مالهم من الثواب والعقاب.
إذاً فالغاية من الحساب ليست معاتبة الحبيب لحبيبه بل الغاية "مجازاتهم على ما أبلوا في هذه الحياة الدنيا".