أحمد علي : اهتم الاسلام بالصحبة اهتماما بالغا لما لها من أثر عظيم في حياة الانسان الاجتماعي بطبعه, فأمر بإلتزام الصادقين حيث قال سبحانة وتعالي( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة 116 فالصاحب ما هو إلا معلم لصاحبه من حيث لا يشعر تنطبع صفاته في صفات صاحبه وتنتقل أخلاقه الي اخلاقه وتسري معاملاته الي معاملاته بتأثير القرب وعن طريق الحب. يقول الدكتور حسن حفني أستاذ الفقة المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن للصحبة آدابا قل من يراعيها ولذلك فإننا كثيرا مانجد المحبة تنقلب الي عداوة والصداقة تنقلب الي بغضاء, فلو تمسك الصاحبان بآداب الصحبة ما حدثت الفرقة بينهما وما وجد الشيطان طريقا اليهما, فعن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل), فمن آداب الصاحب أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها, وأن ينصحه برفق ولين ومودة ولايغلظ عليه بالقول, وأن يصبر عليه في النصحية ولا ييأس من الاصلاح, وأن ينشر محاسنه ويذكر فضائله وأن يحب له الخير كما يحبه لنفسه وأن يعلمه ما يجهله من امور دينه, ورشده الي ما فيه صلاح دينه ودنياه وأن يذب عنه ويرد غيبته إذا تكلم عليه أحد في المجالس. ومن ضمن آداب الصحبة ايضا ان ينصر الصاحب صاحبه سواء ظالما أو مظلوما ونصره ظالما بكفه عن الظلم ومنعه منه وأن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه الي الاعتذار( وإذا أتي الحبيب بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع) ويجب علي الصاحب إكرام صاحبه غاية الاكرام وان يقدم له الهدايا ولا ينساه من معروفه وبره ولا ينتظر منة مكافأة علي حسن صنيعه, ويجب أن يعلمه بمحبته له فعن النبي صلي الله عليه وسلم قال:(إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه) بالاضافة الي ذلك الا يسيء به الظن حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) وألا يفشي له سرا ولا يخلف معه وعدا ولا يطيع فيه عدوا, ولا يحقر شيئا من معروفه ولو كان قليلا فلابد أن يشجعه علي التقدم والنجاح.