صنعاء: اكد خبراء عسكريون يمنيون ان الاوضاع الراهنة فى اليمن تشير الى احتمالية نشوب حرب أهلية واسعة النطاق نتيجة عدم التوصل الى تسوية سياسية وتمسك الاطراف الرئيسية فى الازمة بمواقفها المتشددة أمام البدء بتنفيذ خيارات التسوية المطروحة والتى على رأسها المبادرة الخليجية. ومن جانبه قال الأكاديمي العسكري العميد عبدالوهاب لطف الحدي ، في تصريح لصحيفة "الخليج" الاماراتية الاربعاء، أن المعطيات الماثلة كافة في مشهد الأزمة تتجه أكثر من أي وقت مضى إلى ترجيح انزلاق اليمن إلى منحدر الحرب الأهلية الواسعة، مشيراً إلى أن انسداد أفق التسوية السياسية للأزمة القائمة عقب تجديد الرئيس صالح في خطابه الأخير لموقفه الرافض للتوقيع الشخصي على المبادرة الخليجية ورفض أحزاب المعارضة بالمقابل الخيار البديل المتمثل بالحوار مع نائب الرئيس والاكتفاء بتوقيعه على المبادرة الخليجية نيابة عن الرئيس، إلى جانب استمرار التصعيد العسكري على الأرض من قبل القوات الموالية للرئيس والموالية للثورة فضلا عن ازدياد تدفق وتسلل القبائل المسلحة إلى العاصمة، كل هذه المعطيات تتجه باليمن إلى منزلق حرب أهلية وشيكة ومؤكدة. وعلى جانب اخراكد الخبير العسكري العميد عبدالعزيز ناصر خيران أن تجنب اندلاع حرب داخلية في اليمن بات رهناً أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل تشبث أطراف الأزمة كافة بمواقفها المتشددة حيال الدفع بالتسوية السياسية ووقف التصعيد بمدى قدرة القوى الإقليمية والدولية الفاعلة وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية وكذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على ممارسة ضغوط مركزة ومؤثرة لإقناع أطراف الأزمة اليمنية بالتزام خيار التسوية السلمية كمخرج آمن وبدء عملية سياسية للتوافق حول ترتيبات نقل السلطة وفق مواقيت زمنية محددة. وأضاف أن حل الأزمة السياسية القائمة يجب أن يكون يمنياً، مشيرا الى ان وجود قوى إقليمية ودولية كدول الخليج خاصة السعودية والولاياتالمتحدة بإمكانها أن تمارس ضغوطاً أكثر تأثيراً وفاعلية واستغلال نفوذها الواسع لدى الأطراف الرئيسة في الأزمة للدفع بالتسوية السياسية التي من شأنها تجنيب اليمن والمنطقة تداعيات حرب أهلية مكلفة. مؤكدا ان الأوضاع في البلاد وصلت إلى حد لم يعد فيه مجال للمناورة، ولم يعد ببساطة أمام القوى الإقليمية والدولية سوى خيارين، إما التدخل بجدية وفاعلية لفرض التسوية السياسية للأزمة اليمنية أو تجاهل الانسداد القائم في اليمن والتحمل اللاحق لتبعات ظهور نموذج مماثل للنموذج الصومالي في المنطقة. أما الأكاديمي العسكري العقيد نصر الدين حسين السراجي فقد وصف خريطة الأوضاع الأمنية والعسكرية الراهنة في اليمن بأنها كارثية ومهيأة لانفجار كبير معتبرا أن تصاعد مظاهر التصعيد العسكري واندلاع الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين القوات الموالية للنظام والموالية للثوار يعني من الناحية العملية الاتجاه للحسم المسلح واستبعاد خيار التسوية السياسية. وقال السراجى ان اندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والقوات العسكرية الموالية للواء علي محسن الأحمر المنشق عن النظام داخل العاصمة صنعاء، يعد كارثة ستكون لها تداعيات جسيمة على وحدة المؤسسة العسكرية اليمنية وهذا يعني أن خيار الحسم المسلح بات أمرا واقعا وان ما يحدث حاليا في اليمن أن السياسيين تراجعوا عن إيجاد الحل السياسي والسلمي فتقدم العسكر للحسم.