- قاسم: نعيش في غيبوبة معلوماتية ازدادت بعد الثورة
- مصر تمد مكتبة الكونجرس ب14 ألف عنوان
كتبت - سميرة سليمان
وجه دكتور حشمت قاسم أستاذ علم المعلومات بقسم المكتبات والوثائق وتقنية المعلومات بكية الآداب جامعة القاهرة سؤالاً إلى رئيس السلطة التنفيذية ورئيس الجمهورية د.محمد مرسي قائلاً: كيف ونحن نتطلع لإرساء قواعد مجتمع المعلومات أن يتم تعيين طبيب متخصص في الأمراض الجلدية رئيساً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار – يقصد د.ياسر علي . وأكد ان استمرار الطبيب في موقعه هذا مشروط بأن يصبح اسم المركز "مركز تحليل المعلومات ودعم القرار بالأمراض الجلدية"!، لافتاً إلى ان رفضه لتولي الطبيب هذا المنصب يأتي من حرصه على إعلاء قيم التخصص والمهنية، حينها ضجت القاعة بالتصفيق الحاد استحساناً لقول أستاذ المعلومات.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "تسويق الكتاب المصري". أضاف مقرر الندوة د.حشمت أن مصر تعيش في غيبوبة معلوماتية، ظننا أننا قد تغلبنا عليها بعد ثورة 25 يناير، لكن اكتشفنا بعد مرور عامين على الثورة أننا نراوح في اماكننا ولم يتغير شئ، وكأن الثورة تمت تحت الحصار.
ولفت إلى أن مصر لم يطرأ عليها تغيير إلى الآن في المعلومات ودورها، مؤكداُ ان دعم مجتمع المعلومات ليست مجرد شعارات بل هي ممارسات على أرض الواقع يشعر بأثرها القاصي والداني. واستشهد قاسم بالصيحة التي أطلقها الشاعر نزار قباني حين قال "الفكر أصبح ممسحة والكتاب حذاء" مؤكداً ان هذا هو حالنا الآن، والنتيجة هي نظام تعليمي منهار ومؤسسات ثقافية تعاني الفاقة، وإعلام تنكر للتنوير وتفرغ للتخدير!.
وعرّف قاسم مجتمع المعلومات المنشود بأنه يعني حرية تدفق المعلومات، الذي من أهم سماته الشفافية والمساواة وحرية التعبير، وسيادة القانون.
واعتبر المتحدث أن العبث التي تقوم به الدولة تجاه المعلومات، كالعبث بطوق النجاة فهي تعبث إذاً بمقدرات شعب ضحى بالكثير في ثورته، وسبيله لتحقيق مطالبه هي المعلومات.
من جانبه عرض دكتور خالد عبدالفتاح رئيس قسم المكتبات بكلية الآداب جامعة الفيوم، ومدير وحدة المكتبة الرقمية بالمجلس الأعلى للجامعات لكيفية استغلال الفهرس الموحد للجامعات المصرية في تسويق الكتاب، عبر إنشاء موقع للناشرين على هذا الفهرس، وتسويقه بين الجمهور حيث يكون متاحاً امام كل طلبة الجامعات المصرية، حوالي مليون طالب، ومن الممكن ان يصبح لكل ناشر موقع خاص به.
وأكد عبدالفتاح أن الفهرس الموحد هو أحد أوجه الوصول للمعلومات، وقد تم دمج اكثر من 300 مكتبة جامعية مصرية الأمر الذي يساعد على بحث واسترجاع محتويات تلك المكتبات من خلال واجهة تعامل موحدة، مؤكداً أن مكتبات كل الجامعات المصرية لا تضاهي مكتبة جامعة واحدة في أمريكا!.
في كلمته اكد ويليام كوبكي مدير مكتبة الكونجرس الأمريكية في مصر، أن المكتب الإقليمي للمكتبة في مصر يغطي 22 دولة، مشيراً إلى أن أكثر من 40 مكتبة مصرية تتعاون مع مكتبة الكونجرس، لافتاً إلى أن امريكا بعد الحرب العالمية الثانية أراد باحثيها ان يتعرفوا بشكل أكثر قرباً على الإنتاج الفكري والبحثي لدول العالم المختلفة، لذلك انشأت المكتبة ستة مكاتب إقليمية على مستوى العالم في القاهرة، نيودلهي، إسلام آباد، ريو دي جانيرو، جكارتا، نيروبي.
وعن برنامج التزويد التعاوني للشرق الأوسط يرى ان الشرق الأوسط يمد مكتبة الكونجرس باحتياجاتها، حتى ان بعض الدول قد تسدد ديونها عن طريق الكتب، وأبرز احتياجات المكتبة تكون للكتب التي تحمل وجهات نظر مختلفة، أو علمية ومن هذه العناوين التي ضمتها المكتبة مؤخراً "عقل المراة"، "التفرقة بين الجنسين"، "زوال دولة الإخوان" وغيرها من العناوين، على عك الكتب التقنية أ المدرية والجامعية التي لا تحظى باهتمام مكتبة الكونجرٍس. معقباً بقوله: في السنوات الأخيرة زودنا المكتبة ب14 ألف عنوان من القاهرة!.