"كذبة إبريل"..ذلك المصطلح الذي غزا العالم وأصبح تمييز ليوم الأول من إبريل من كل عام، فإن لم تكن أنت أحد المشاركين في فعالياته، فخذ حذرك لأنك ستكون الضحية، وستقع في "مقلب" صادم يدهشك ، ليس مهما أن يؤثر فيك الموقف في ذلك اليوم بالسلب أو تتعرض لصدمة قلبية وما شابه أو تنخدع لساعات في شيء ما تحبه أو تكرهه، المهم أن ينتصر الجانب الفاعل والمقلد غير المدرك لتتعالي الضحكات علي ما حدث لك. ولهذا الضرر، لم يأت في الشريعة يومٌ أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء من غير ضابط شرعي ويخبر بها ما يشاء من الأقوال ، حتى وإن اتخذ الكلام منحى المزاح، لما فيه من احراج وكذب متعمد وتغيير للحقائق من أجل شيء واحد فقط وهو "الضحك"!.
تورط المسلمين: وقد أفتى الشيخ عطية صقر – رحمه الله- في عام 1997م قائلا: هذا ونقل عن الغرب ما يعرف بكذبة أبريل وتورط فيها بعض المسلمين والروايات -في أصلها كثيرة.
ونعلم أن الكذب لا يجوز إلا في أضيق الحدود حيث تحقق المصلحة به لا بوسيلة أخرى من غير مضرة كبيرة للغير،والأولى البعد عنه حتى لا يعتاده اللسان ، وفي المعاريض مندوحة عنه كما تقدم. وأساس المعاريض حسن استخدام الألفاظ ذات المعانى المتعددة المتقابلة. كالذي يقول : أنا أحب الفتنة ، ويريد المال ، وأكره الحق ، ويريد الموت ، وكمن يصف عسل النحل بلفظ تتقزز النفس منه ، كما جاء في كتاب "مفتاح دار السعادة"ج 1 ص 141 :&تقول : هذا جنى للنحل تمدحه * وإن تشأ قلت : ذاقىء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما * والحق قد يعتريه سو تعبير.
لايحل الكذب في المزاح:
يقول الشيخ محمد صالح المنجد: ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول " نيسان " أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهَّر ، والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً . الكذب في المزاح حرام كالكذب في غيره . عن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقّاً " .
فالكذب حرام ولو كان مزاحا، عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له )سنن أبي داود.
يوم الحمقى والمغفلين: ويؤكد الداعية مصطفى حسني أن كذبة ابريل منتشرة في فرنسا ومن يصدقها يطلق عليه "ضحية كذبة أبريل".
وأكمل في احدى حلقاته : "ويسمي اليوم ده في إنجلترا بيوم جميع الحمقى والمغفلين وأصبحت عادة الهزار مع الأصحاب والأقارب في اليوم ده في فرنسا وإنتشرت بعد كده في إنجلترا وإسكتلندا والهند".
وشدد حسني أن اول ابريل أصبح يوم مباح فيه الكذب لجميع الشعوب والبلاد ماعدا أسبانيا وألمانيا "لأن اليوم ده مقدس في أسبانيا دينياً وفي ألمانيا فهو يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف".
كذبة إبريل.. تقليد للجاهلين:
كان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر ابريل لاحتفالات "فينوس" وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم.
وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس، ويكشفن لها عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن.
"سمكة إبريل" للأمور التافهة: قيل إن أول من اخترعها أحد ملوك فرنسا في القرن السادس عشر، وهو شارل التاسع الذي قرر أن تكون بداية السنة في أول يناير بدلا من أول أبريل كما كانت ، فقابل الناس ذلك بالتذمر، لأن من عادتهم فيه تبادل الهدايا ، لأنه رأس السنة ، فاضطروا خوفا من الملك أن يتبادلوها في أول يناير مع استمرارهم في تقديمها أول أبريل التى جعلوها تافهة ،.
وقيل إنها في فرنسا تدعى "سمكة أبريل " لأن موسم الصيد يبدأ في أبريل ، لكن الأسماك تكون قليلة وهزيلة، وقد يرمى الصياد شبكته فلا يخرج شيئا أو يخرج شيئا تافها، ومن هناك كانت تسمية سمكة أبريل تقال للشيء التافة أو للكذب ، وقيل غير ذلك.
أتقبل أن تجعل أخاك "مغفلا": وبعد هذا العرض الموجز هل يقبل أحد المسلمين أن يجعل أخاه "مُغفلا" عُرضة لضحك الناس عليه والاستهزاء به أنه صدق الكذب و"شِرب المقلب"، هل من الاسلام أن تنطق بما يضلل الحقائق لتوثق عادة فرنسية استخدمت لتعبر عن التفاهة والسخافة، وما الفائدة التي تعود علي الناس من هذه العادة المخالفة للشريعة، فالمسلم الحق ليس وعاءً يحط فيه الغرب سخافاته، إنما هو عزيز النفس عقله يسبق فعله، ولا ينساق وراء الغرب ويقلدهم بلا وعي !!!.