أيام معدودة, ويهل علينا يوم الكذب الذي يوافق الأول من ابريل هذا العام وكل عام, ليعيش العالم حالة من الدعابة والمرح والهرج والسعادة بسبب كذبة ابريل التي يسميها الخليجيون شذبة ابريل. لأنهم ينطقون الكاف شين, والشاميون كذبة نيسان, والفرنسيون سمكة ابريل, حيث يرجع ذلك الي عام4651 عندما قرر ملك فرنسا شارل التاسع أن يبدأ العام أول يناير بدلا من أول ابريل, وكان المؤيدون يرسلون الحلوي المخلوطة بالملح والخل في أول ابريل للمعارضين فيلتهمونها كما تلتهم السمكة الطعم.. أما الانجليز فقد أطلقوا علي أول ابريل يوم المغفلين لتقبلهم الكذب دون أي تمعن أو تفكير, بينما سماه الأوروبيون يوم الحمقي احتفالا بذكري سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين عام2941 بعد حكمهم للأندلس الذي دام187 سنة. ومن أطرف وأعجب ما حدث يوم أول ابريل من كذب, هو إعلان صحيفة ايفننج ستار البريطانية عام6481 عن تنظيم معرض لأعجب وأذكي وأغبي الحمير بمدينة اسلجنتون وعندما حضر الناس لم يجدوا شيئا, فقالوا جئنا لنعرض أنفسنا.. وبثت إذاعة وتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية عام7591 نبأ زيادة المحصول السنوي لزراعة الاسباكيتي في سويسرا حتي سارع بعض البريطانيين الي زراعة عيدان مكرونة الاسباكيتي في حدائقهم الخلفية.. أما إذاعة إسرائيل فقد قطعت إرسالها عام6791 وأذاعت نبأ هبوط طائرة الرئيس أنور السادات وهو في طريق عودته من ألمانيا في مطار بن جوريون واستقبال الرئيس الإسرائيلي إفرايم كاتسير له بالمطار, ثم اعتذرت بعد عشر دقائق عن ذلك وقالت إنها كذبة ابريل. وقد تسببت كذبة ابريل علي المستوي العربي العام الماضي وفقا لما نشرته الصحف الخليجية والعربية في02 حالة وفاة و08 حالة إصابة بأزمات قلبية, وفسخ021 خطبة و06 حالة طلاق ودخول151 رجلا وامرأة غرف الانعاش بالمستشفيات, ولم يجرؤ المتسببون في هذه الحالات علي المجاهرة بفعلتهم الشنعاء حتي لا يتم الانتقام منهم. وإذا كان الأوروبيون قد اختاروا يوما واحدا طوال العام للكذب بهدف الدعابة والمزاح والضحك والتسرية عن النفس, واذا كان الكذب محرما في جميع الأديان خاصة الإسلام الذي لم يبحه إلا في الحرب وإصلاح ذات البين( المتخاصمين) والعلاقات الزوجية, فإننا نحن العرب نحتاج يوما واحدا سنويا للصدق: لا يكذب فيه الحكام علي الشعوب ولا الحكومات ولا الأحزاب ولا المسئولون ولا رجال الأعمال علي المواطنين.. ولا التجار علي المستهلكين. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين