لم يقتصر الشبح المخيف للثانوية العامة على الطلاب فقط، ولكنه امتد إلى المدرسين، خاصة بعد تطبيق النظام الجديد مع بدء العام الدراسي الجديد، والمتعلق بتحديد الدرجات النهائية لكل مادة. يرى مدرسون مادة اللغة العربية أن اللغة ستحظى باهتمام أكبر من الطلاب، وستأخذ حقها في الدراسة، خاصة وأنها أصبحت مادة مجموع، حيث ارتفعت درجاتها إلى 100 درجة بدلا من 30.
وقال شعبان محمد وعلى دسوقى، مدرسان بمدرسة الجيزة الثانوية بنات، إن رفع درجات اللغة العربية إلى 100 درجة، كان يجب أن يتم من فترة سابقة، مشيرين إلى أن فروع اللغة العربية متعددة تشمل النحو والبلاغة والقصة والمطالعة والنصوص، لافتين إلى أن الطالب لا يهتم باللغة العربية، لأن الدرجات التي تخصص لهذه الفروع، لا تؤثر على مجموع الطالب بالشكل الذى يدفعه إلى التركيز عليها.
من جانب آخر أشار محمد عبد العزيز، مدرس اللغة العربية، إلى أن قرار زيادة درجات اللغة العربية سوف يكون له تأثير كبير على الطلاب ولكن بفروق فردية مختلفة لان بعض الطلبة تكره المادة والبعض الآخر يعشقها، مضيفاً أن هذا القرار يؤدى إلى ارتفاع نسبة الدروس الخصوصية فى المادة لأنها أصبحت مادة مجموع، وبالتالي زيادة حرص الطالب فى الحصول على ال100 بالكامل.
وعن مادة الجيولوجيا، أبدى مدرسوها استياءهم الشديد من حذف مادة الجيولوجيا من المواد الأساسية بالثانوية العامة، وجعلها مادة تكميلية تُمتحن داخل المدرسة، مؤكدين أنهم لن يتمكنوا من إعطاء دروس خصوصية.
وقال حسين عبد الوهاب، مدرس أول مادة الجيولوجيا بالمدرسة الخديوية، إن هذا القرار قتله وجعله يُشهر إفلاسه رسمياً، مشيراً إلى أن مادة الجيولوجيا كانت من المواد العلمية التي يُفضلها طلاب القسم الأدبي بالمرحلة الثانوية، وأن هذا القرار يحرم الطلاب من حقهم فى الاختيار بعد فرض عدد معين من المواد عليهم دون تعديله.
وأضاف سامى محمد، مدرس أول المادة، أن من الأفضل للوزارة إلغاء المادة من الأساس بعد أن أصبحت مادة مُهملة ليس لها قيمة، كما أن زيادة درجاتها إلى 75 درجة، إجراء ليس له معنى ويُكلف الوزارة أعباء مادية غير مُبررة، مشيراً إلى أن زيادة الدرجات في جميع المواد يمثل أعباء نفسية على الطالب وأولياء الأمور، وأن عمل امتحان المادة هو الكارثة الحقيقية، فأصبحت بذلك الجيولوجيا مادة ثانوية لا تعنى شيئا بالنسبة للطالب، كما أن التأثير المادي على المدرسين أكبر بكثير مما يتوقع البعض.
وبالنسبة لمادة التاريخ، اختلفت آراء المدرسين حول مقترح زيادة درجات المادة في نظام الثانوية العامة الجديد، والتى تصل إلى 25 درجة، ليصبح مجموع الدرجات 75 درجة.
وقال أحمد الشريف، مدرس مادة التاريخ، أنه متفق تماما مع تطبيق قانون الثانوية العامة الجديد الذى تم فيه زيادة درجات مادة التاريخ إلى75درجة، مشيراً إلى أن زيادة درجات المادة من المؤكد أنها ستكون في مصلحة الطالب، بمعنى السؤال الذى يقدر بأربع درجات سيقدر بست.
وعلى الجانب الأخر، أوضح صلاح محمد، مدرس مادة التاريخ، أنه غير متفق مع قانون الثانوية العامة الجديد، ويرى أيضا أن نظام القانون الثانوى الجديد من أجل التغيير فقط ليس إلا، موضحاً أن زيادة درجات المادة لا تضر ولا تنفع الطالب على الإطلاق.
وفي نفس السياق، أصبحت مادة الجغرافيا لأول مرة، إجبارية وتدرس لكل طلاب القسم الأدبى، وتضاف للمجموع.
وعبر أحمد الجوهرى، مدرس مادة الجغرافيا، عن إعجابه بقرار نظام الثانوية العامة الجديد بإدخال مادة الجغرافيا إلى المجموع، وأكد أن الدول المتقدمة تهتم بتدريس مادة الجغرافيا بالكليات العلمية وليست الكليات الأدبية فقط، لأنها ترى أن الجغرافيا من ضمن المواد الأساسية التي يجب أن تدرس، ويلم بها الطالب لمعرفة جغرافيا بلده والعالم.
وطالب الجوهرى، وزارة التعليم بتوفير دورات تدريبية للمدرسين بصفة مستمرة حتى يتم تأهيلهم، لشرح المنهج الجديد بطريقة سهلة وبسيطة للطالب، وقال "إذا لم يحدث ذلك سيكون الطالب والمدرس كبش فداء للتغيير الجديد، ولابد من الاهتمام بالمحتوى الذى يدرس فى مادة الجغرافيا لأن إضافتها إلى المجموع بدون تغيير محتوى المادة لا يعنى شيئا على الإطلاق".
وعن مادة الرعب الحقيقي لطلاب القسم العلمي، قال مصطفى موسى، مدرس أول مادة الفيزياء، إن درجات المادة كانت 50، على أن يكون كل سؤال12 درجة، باعتبار مادة الفيزياء من المواد الكبيرة التى يحتاج منهجها مدة طويلة للشرح، وكانت درجات المادة متناسبة مع المنهج، وفى حالة زيادة درجات المادة إلى 75 درجة يعنى أن فقرات السؤال الواحد فى امتحان المادة سيزيد، وهذا يُشكل عبئا ومجهودا نفسيا وذهنيا على الطالب، على حد قوله.
وأضاف موسى "صعوبة المنهج لا تتأثر بزيادة درجاتها، وإنما تتأثر بأي تغيير فى محتوى المادة، ولا يمكن تحديد مدى سلبية وإيجابية تجربة زيادة درجات المادة، إلا من خلال معاينة المنهج الذى سيتم تدريسه بشكل نهائى.
وقال أحمد سليمان، مدرس أول المادة، إن الدروس الخصوصية لن تتأثر كثيرا بزيادة الدرجات، ويُمكن أن تقل فى حالة تغيير محتوى كتاب الفيزياء المدرسى، مشدداً على ضرورة إعطاء المدرسين دورات تدريبية حتى تتم الاستفادة من أصحاب الخبرة في هذا المجال، موضحاً أن ربط المناهج العلمية ببعضها البعض "فيزياء ورياضيات" يُضيف الكثير للمنظومة التعليمية، مشيراً إلى العلاقة الوطيدة بين المواد العلمية.