دمشق : استمرارا لمسلسل القمع الوحشي للمحتجين السلميين في سوريا على نظام بشار الأسد ، قال نشطاء وسكان اليوم الاثنين أن دبابات سورية قصفت بلدة على طريق رئيسي استراتيجي خلال الليل مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل خلال حملة عسكرية على الإنشقاق في منطقة حمص الواقعة وسط سوريا. وقال السكان أن ثلاثة من سكان الرستن أصيبوا عندما أطلقت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نيران مدافع آلية ثقيلة موضوعة فوق الدبابات المحيطة بالبلدة. وتحدث نشطاء عن سماع انفجارات قوية. ويدعم المنشقون عن الجيش المحتجين المطالبين بالديمقراطية في الرستن الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص على الطريق الرئيسي الشمالي المؤدي إلى تركيا. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن أبو قاسم وهو من سكان الرستن "يوجد نحو 60 دبابة وعربة مدرعة عند الطرف الشمالي للرستن وحده.كل الاتصالات مقطوعة ويجري توجيه إطلاق النار إلى الشوارع والمباني". وتحدث نشطاء عن توغل عسكري في بلدات وقرى شمالي مدينة حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق حيث تنظم الأعداد المتزايدة من المنشقين هجمات على مواقع القوات الموالية. إلى جانب ذلك ، قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن 7 أشخاص علي الأقل قتلوا برصاص الأمن في حمص وحماة واللاذقية أمس الأحد. وذكرت الهيئة أن الأمن السوري أجبر عائلات ثلاث فتيات اختطفهن في وقت سابق علي الإقرار بأنهن هربن مع عشاقهن. في غضون ذلك، قال ناشطون أن 30 جريحا أصيبوا جراء قصف قوات الجيش منطقة كناكر في ريف دمشق اليوم الإثنين ، بينما فقد 10 أشخاص في بلدة القصي، وفي ادلب قام الأمن والجيش بعمليات دهم واعتقال بحثا عن جنود منشقين بعد قيام محتجين بمظاهرة رفعوا فيها علم سوريا القديم وطالبوا بإسقاط النظام. وبث ناشطون سوريون أيضا صورا لشاب يعذب ويضرب من قبل قوات الجيش الذي يفترض به أن يحمي الوطن والشعب، كما تم اختطاف 11 فتاة قاموا بمظاهرة طلابية أمس. في غضون ذلك، استنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بما وصفها بالمجازر ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه. كما انتقد شيخ الأزهر في لقاء مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض المؤسسات الدينية في سوريا التي مازالت تقف إلي جانب جرائم النظام، داعيا إلي تسليم السلطة للشعب بطرق ديمقراطية. وأرسل الأسد قوات ودبابات إلى مدن وبلدات في جميع انحاء سوريا التي يبلغ تعدادها 20 مليون نسمة للتصدي لاحتجاجات واسعة النطاق تطالب بإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد. وقالت الأممالمتحدة إن 2700 شخص على الأقل قتلوا من بينهم 100 طفل. وتقول السلطات السورية إن 700 من رجال الشرطة والجيش قتلوا على أيدي من وصفته بإرهابيين ومتمردين. وقال نشطاء محليون أن قوات الجيش اقتحمت في وقت سابق قريتي زعفرانة ودير الجن فيما بين بلدتي الرستن وتبليسة إلى الجنوب. وأضافوا أنه لا توجد معلومات فورية بشأن الضحايا. وأثار قمع سوريا للاحتجاجات غضبا دوليا وانتقادات من تركيا جارة سوريا الشمالية القوية والتي كانت في الماضي من بين أشد مؤيدي الأسد. وفي هذا السياق ، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي.ان.ان" الإخبارية الأمريكية بثت الأحد أن الشعب السوري سيطيح ببشار الأسد "عاجلا أو آجلا". وأضاف اردوغان "لا يمكنك أبدا أن تظل في السلطة عن طريق القسوة. لا يمكنك أبدا أن تقف في وجه إرادة الشعب". وحول أوضاع اللاجئين السوريين ، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الأردن بسبب الأوضاع الأمنية في بلدهم بلغ حوالي ألف شخص يقطنون في مدينتي الرمثا والمفرق القريبتين من الحدود مع سوريا. ونقلت صحيفة "الراي" الصادرة اليوم عن نائب ممثل المفوضية عرفات جمال قوله أن حركة السوريين إلى الأردن بدأت ببطء منذ مارس/آذار الماضي "ودخل بعضهم بطرق قانونية عبر الحدود ومنهم من دخل بطرق غير قانونية". وأوضح أن المفوضية تتعاون مع الحكومة الأردنية التي فتحت الحدود أمام السوريين الذين يستضيفهم أهالي منطقتي الرمثا والمفرق وتقدم المفوضية المساعدات لهم من أغذية وأغطية. وأشار جمال إلى أن العدد الذي تتعامل معه المفوضية ليس الرقم الكلي لعدد السوريين الذين وصلوا إلى الأردن بسبب الأحداث مشيدا بما يقوم به الأردنيون من تقديم خدمات من مأوى وطعام في المنازل والجوامع دون أي تقارير رسمية. وأكد المسؤول الأممي استعداد المفوضية للتعامل مع أي جديد أو تدفق للاجئين في حال تفاقمت الأوضاع لافتا إلى أن المفوضية تتابع مع الجهات الرسمية الأردنية اجراءات إلحاق الطلبة السوريين بالمدارس.