تخصص القمة العالمية للموانىء والتجارة 2013 التي تنعقد خلال الفترة من 19 إلى 20 مارس المقبل في أبوظبي جلسة خاصة لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتوفرة في القارة الأفريقية في مجال التجارة وتطوير البنية التحتية للموانىء البحرية. وتكتسب الجلسة، التي تنعقد في اليوم الثاني لفعاليات القمة في منتجع سانت ريجيس السعديات، أهمية كبيرة وسط النمو اللافت الذي تشهده حركة التجارة البحرية بين الصين وأفريقيا واستفادة موانىء الإمارات العربية المتحدة من هذا النمو باعتبارها البوابة الرئيسية التي تعتمد عليها القارة الأفريقية في حركة التجارة العابرة إليها في الوقت الحاضر.
وقال كريس هايمان، رئيس مجلس ادارة شركة سيتريد التي تنظم القمة العالمية للموانىء بالشراكة الاستراتيجية مع شركة أبوظبي للموانىء، إن حجم التجارة بين البلدان الأفريقية ودول مجلس التعاون الخليجي قفز خلال العقد الأول من الألفية الجديدة بنسبة 270 في المائة إلى 18 مليار دولار أمريكي سنويا.
وأضاف: "يبدو أن هذا المستوى اللافت من النمو آخذ في الصعود خصوصا من دولة الإمارات العربية المتحدة مدفوعا باستثمارات حكومية وخاصة في مختلف مناطق القارة لتطوير البنية التحتية للقطاع البحري فيها والاستفادة من الفرص التجارية التي يوفرها.
وتجمع القمة العالمية للموانىء والتجارة، التي تنعقد في دورتها الثالثة تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نخبة من أبرز الخبراء الاقتصاديين والمستثمرين والعاملين في قطاع الموانىء البحرية وهيئات الموانىء البحرية ومشغلي المرافىء وشركات الشحن والنقل البحري من مختلف مناطق العالم حيث يجتمعون لمناقشة مختلف القضايا الخاصة بقطاع الموانىء والتجارة البحرية في المنطقة.
وحول الفرص الاستثمارية في قطاع الموانىء البحرية وبنيتها التحتية في القارة الأفريقية والتي تقدر بنحو 48 مليار دولار أمريكي، يرى الدكتور جون تامبي من مبادرة الشراكة الجديدة لتطوير أفريقيا ((NEPAD ، وهو خبير متخصص في قطاع النقل، أن الاستثمار في تطوير البنية التحتية للموانىء في أفريقيا من شأنه أن يسهم في رفع أدائها بنسبة 50 في المائة وبالتالي في توفير أسعار تنافسية للسلع والبضائع التي كانت في السابق تنقل بطرق بدائية.
ووفقا لمعالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدةالإمارتية، تحرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكة الإماراتية الأفريقية وسبل الاستفادة من الفرص المتاحة في أفريقيا في مجال النقل والخدمات اللوجستية والموانىء البحرية والقطاعات الأخرى لا سيما في ظل تواجد عدد من الشركات والمؤسسات الإمارتية مثل موانىء دبي العالمية التي تدير أو تملك حاليا خمسة موانىء في الجزائر والسنيغال.
وقال هايمان: "تحرص الحكومات في أفريقيا كذلك على الاستفادة من الخبرات الإمارتية وبنيتها التحتية للمساعدة في تطوير كفاءة الموانىء لديها ورفع طاقاتها الاستيعابية لاستقطاب شركات الشحن الاقليمية والعالمية والعمل على دعم توجهاتها لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود".
يشار إلى أنه من المتوقع أن تشهد الموانىء الأفريقية نموا بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة خلال السنوات العشر المقبلة توازيا مع استمرار النمو الاستهلاكي لا سيما في غرب أفريقيا وما تشهده عمليات المشغلين العالميين من تحسن ونمو.