أجرى «أحمد أبو الغيط » وزير الخارجية الأسبق حوارًا مع موقع « ديلي بيست » الأمريكي تحدث فيه عن كتابه الجديد « شهادتي » وسنواته في الخدمة الدبلوماسية، مفصلا للأحداث التي أدت إلى تنحي الرئيس السابق « حسني مبارك »، موضحًا أن الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2010 أغضبت الشعب لأن المعارضة لم تحصل على أي مقاعد « لقد شعر الشعب أنه لا يشارك في إدارة شئونهم أو حكومتهم الخاصة». يقول « أبو الغيط » الذي كان في « أديس أبابا » يوم 25 يناير 2011 أنه تحدث وقتها مع « عمر سليمان » رئيس المخابرات الراحل الذي أخبره أن الوضع خرج عن السيطرة، مؤكدًا أنه بعد أن عاد لمصر يوم 30 يناير شعر أن القاهرة لم تكن مثلما كانت عندما غادرها منذ أربعة أيام.
يشير « أبو الغيط » إلى أن المشير « محمد حسني طنطاوي » ألمح إلى مناقشات مغلقة تحث على استخدام « القبضة الحديدية »، وأنه وقتها أكد له أن الجيش لا يستخدم القبضة مع شعبه خاصة إذا كان صاحب قضية، ووافقه المشير في ذلك، ومن هنا يؤكد الوزير الأسبق أنه لم يكن هناك أي احتمالية لإطلاق الجيش النيران على الشعب وأن ذلك أمرًا مستحيلا.
يعود « أبو الغيط » إلى أحداث « خالد سعيد » هذا الشاب الذي كان سببًا من أسباب اندلاع الثورة وعن وقائع تعرضه للقتل على يد الشرطة وبدء تجمع الشباب على صفحة « كلنا خالد سعيد » من أجل مظاهرات 25 يناير، ويذكر « أبو الغيط » أنه اتصل وقتها مع « حبيب العادلي » وزير الداخلية الأسبق لمناقشة الأمر وتحضيره هو وزيرته لأي استجواب.
يقول « أبو الغيط » أن « العادلي » وقتها أكد أن الأمر متعلق باستخدام المخدرات وأنه لم يتم ضربه، ولكن « أبو الغيط » يرى أن وزير الداخلية كان يجب أن يكون أكثر صرامة في التعامل مع ضباطه أو عملاء الحكومة بخصوص هذا الأمر، وكان يجب أن يكون هناك تحقيق حقيقي ومستقل لضمان ظهور الحقيقة.
يؤكد « أبو الغيط » إلى أنه شعر في نهاية 1 و 2 فبراير 2011 بأن الأمور تخرج عن السيطرة مع زجاجات المولتوف وحرق المباني وانهيار قوات الشرطة والفوضى في الشوارع وتولي الجيش لزمام الأمور. وتحدث وقتها مع عدد لا يحصي من الدبلوماسيين العديد لديه اهتمام كبير بالأحداث الجارية في بلاده وآثارها المحتملة على المنطقة على نطاق أوسع، ولم يكن أحد أكثر اهتمام من الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وعن أمريكا يتحدث « أبو الغيط » عن المكالمات الهاتفية العديدة التي جاءته من « هيلاري كلينتون » وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عندما كان في « أديس أبابا » تطلب من الدولة الاستجابة إلى مطالب الشعب واستيعابه وإظهار مرونة معهم، مؤكدًا أنه أجاب عليها بالموافقة.
يكشف « أبو الغيط » أن البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية كانت أكثر ميلا لفكرة السماح للحكومة الأمريكية بالتعامل مع الوضع وإظهار بعض المرونة ومنحها بعض الوقت، موضحًا « كان الاتجاه الآخر في الإدارة كما اكتشفته من بيانات من البيت الأبيض هو أهمية إحداث تغير فورًا، مضيفًا أن من الواضح أن السائد كان الاتجاه الثاني.
أما عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فالدبلوماسي السابق من المؤيدين المتشددين للحل القائم على دولتين ويرسل تحذيرًا عاجلًا للرئيس الأمريكي « باراك أوباما » بعدم السماح بسقوط هذا القضية، مؤمنًا أنه إذا لم يتم تسوية هذا الأمر قبل رحيل « أوباما » عن البيت الأبيض فإن حل الدولتين سوف يختفي، مشددًا أنه من المستحيل أن تبقى السلطة الفلسطينية تحت التحكيم من قبل الحكومة الإسرائيلية.
ورفض « أبو الغيط » مناقشة الأحداث الحالية خاصة السخط المتزايد على الرئيس «محمد مرسي» والجماعات الإسلامية الحاكمة، مشددًا فقط على الحاجة للتدابير العاجلة لاستقرار الاقتصاد المصري المتعثر.
ويبقى الوزير الأسبق من بين زملائه السابقين – من بينهم مبارك وأولاده – الذي لم يرتبط بأي مخالفات، مؤكدًا « حتى إذا تمت محاكمتهم فلدي إيمان كامل في النظام القضائي لهذه البلاد، القانون هو الذي يسود دائمًا في النهاية».