القاهرة: عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن استيائه من طلب السلطة الفلسطينية تأجيل مناقشى تقرير ريتشارد جولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع غزة وقال إنه أصيب بالغثيان لدى معرفة الطلب، فيما اعتبر القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي التأجيل إساءة للشهداء الفلسطينيين. وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" عبر موسى عن رفضه تأجيل تقرير جولدستون، واعتبره "غاية في الخطورة والسلبية وتفريطا غير مسبوق" . وقال انه اصيب بالغثيان, مشيرا الى انهيار في الموقف العربي. ورغم ذلك قال موسى انه تم الاتفاق أمريكيا وفلسطينيا وكذلك أمريكيا وإسرائيليا على استئناف بعض الاتصالات المتوازنة برعاية أمريكية. وأضاف "تم خلال هذه الأيام ولم يتم إخطار الجامعة العربية بعد بنتائج هذه الاتصالات، ولكن المتواتر هو أن هناك ورقة أو اقتراحا أمريكيا سوف يطرح خلال الأسابيع الثلاثة القادمة". وأوضح موسى ان "الموقف العربي معروف وموثق بقرارات عربية على مستوى القمة ووزراء الخارجية العرب وكافة المجالس المختصة ويجب احترامها عربيا وإلا تفكك الموقف العربي". وكان مجلس حقوق الإنسان أجل الجمعة بطلب من السلطة الفلسطينية مناقشة تقرير رئيس لجنة تقصي الحقائق الأممية ريتشارد جولدستون حول حرب غزة والذي يتهم تل أبيب بارتكاب جرائم حرب ويدعو لمحاسبتها أمم المحكمة الجنائية الدولية. من جهته اعتبر امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ان تاجيل التصويت على قرار جولدستون يشكل اساءة مباشرة وحقيقية لدماء الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في قطاع غزة. وقال البرغوثي في تصريح لقناة "العالم" الاخبارية السبت : "في الحقيقية ان مجلس حقوق الانسان قد وقع ضحية من خلال تاجيل البت في تقرير جولدستون ". واضاف: "ان الولاياتالمتحدةالامريكية قد الحقت ضررا كبيرا بمصداقيتها بعد ان استبشر الكثيرون بالنهج التقدمي الذي جاء به الرئيس الحالي باراك اوباما حيث ان هناك تراجعا متواصلا في مواقف الادارة الامريكية الحالية ليكون مشابها لموقف ادارة الرئيس السابق جورج بوش من خلال الانحياز الكامل والمطلق للاحتلال". واعتبر البرغوثي ان ما حدث من تاجيل هو اساءة مباشرة لكل قطرة دم سقطت من شهيد فلسطيني في قطاع غزة وكل بيت هدم على ايدي الاحتلال وكل من اصبح ضحية لجميع الاسلحة المحرمة دوليا. واكد انه لا شيء يمكن ان يعوض الشهداء عن دمائهم الزكية التي سالت وارواحهم العطرة التي ازهقت الا احقاق الحق والعدالة من خلال تقرير ريتشارد جولدستون الذي جاء ليمثل اكبر ادانة للاحتلال الاسرائيلي. واشار الى ان التقرير اكد في مضمونه ان الاحتلال ارتكب 7 جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، الامر الذي شكل فرصة ذهبية للذهاب بقادة الاحتلال الى المحاكم الدولية لمحاسبتهم.