طالب حسين زايد عضو مجلس الشورى عن بورسعيد، والمعتصم حالياً بمقر المجلس، اعتراضا علي ما سماه تجاهل الحكومة لمشاكل محافظته، باعتذار رسمي من رئيس الجمهورية لما وصفه بالظلم الذي تتعرض له بورسعيد، والعمل علي تعويض أهلها أدبيا عن الاتهامات التي لحقت بهم في الفترة الماضية. وأكد زايد ل رويترز، من مقر اعتصامه بمجلس الشورى، استمرار اعتصامه حتى يتم تحقيق جميع مطالب أبناء بورسعيد التي وصفها بالعادلة، ويأتي في مقدمتها انتداب قاضي تحقيق لمعرفة "من قتل أبناء المدينة، ومعاملتهم كشهداء ثورة 25 يناير".
وأشار زايد إلي أن عاطف عواد والمهندس عامر فرحات والدكتور عصام شبل أعضاء الشورى عن بورسعيد، سينضمون إليه في اعتصامه الليلة، وأنهم جميعاً لن يفضوا إعتصامهم إلا بعد حل المشكلة نهائياً، وفقاً لتعبيره.
ودخل "العصيان المدني" في محافظة بورسعيد يومه الثالث بتظاهر المئات من أهالي بورسعيد أمام مبنى المحافظة وحي الشرق والغرفة التجارية أمام ميدان الشهداء، رافضين ما أصدرته رئاسة الجمهورية مساء أمس بتخصيص 400 مليون جنيه سنويا من إيرادات قناة السويس لتنمية مدن القناة الثلاث، ومطالبين الرئيس بالقصاص لشهداء بورسعيد والاعتذار عما بدر من الحكومة والدولة بتجاهل مطالب أهالي بورسعيد قبل البحث عن التنمية.
وقال زايد "للأسف الشديد النظام الحاكم يتعامل مع المحافظة باعتبارها قناة السويس فقط، بدليل أن الدنيا قامت ولم تقعد، عندما هدد البعض باقتحام قناة السويس، لكن قتل عشرات الشهداء والمصابين في بور سعيد في أعقاب حكم مذبحة الإستاد، لم يحرك أحدا من قيادات الدولة لرفع الظلم عن المدينة".
وأوضح أن أبناء بورسعيد لم يعترضوا علي حكم القضاء، كما يدعي البعض، لكن غضبهم جاء بسبب عدم حمايتهم من الذين قتلوا أبناءهم بدم بارد، ولم يكشف عنهم حتى الآن.
وكان مشجعون لكرة القدم بمدينة بورسعيد حاولوا يوم الأحد فرض عصيان مدني في المدينة، التي قتل فيها 42 شخصا أواخر يناير الماضي عقب حكم المحكمة بإعدام 21 شخصا من المتهمين في قضية أحداث ستاد بورسعيد، والتي قتل فيها ما يقرب من 70 شخصا من مشجعي النادي الأهلي.
وقال زايد "نعم توجد بعض الإشارات الجيدة من قبل الدولة تجاه حل مشكلة بورسعيد، مثل قرار وزير العدل بانتداب قاضي تحقيق، ووعد رئيس الوزراء لي في مكالمة هاتفية بأن ملف شهداء بورسعيد أصبح مسؤوليته الشخصية، وطلبني لمقابلته الليلة، واليوم وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوي بالشورى علي عودة المنطقة الحرة ببور سعيد مرة أخري، لكن كل ذلك يأتي في إطار الوعود ولم نر شيئا ملموسا علي أرض الواقع".
وأشار إلي أن جميع قتلي بورسعيد جاء نتيجة إصابتهم جميعا، بطلقات نارية في الصدر أو القلب أو العنق، مما يدل علي أن قاتليهم مجموعة واحدة مدربة علي ذلك.
واستنكر ما تعرض له فريق الكرة الطائرة البورسعيدي بنادي الصيد بالجيزة، من اعتداء بعض مشجعي النادي الأهلي عليهم.
وشدد علي أن العصيان المدني السلمي الذي يقوم به أبناء مدينة بورسعيد الآن سيستمر حتى يتم تحقيق جميع مطالبهم، رافضاً بعض الدعوات التي تنادي بانفصال المدينة عن باقي الجمهورية، واصفاً هذه الدعوات بالانفعالية.