عبر اتحاد كتاب مصر عن استنكاره لسرقة رأس تمثال طه حسين بالمنيا، وجاء في بيانه ما يلي "في مناخ من الاضطراب وعدم الاستقرار ؛ لم تشهد مصر مثيلا له على امتداد تاريخها؛ حتى في أسوأ الحقب التي حاول غزاتها ومحتلوها أن يدفعوا بها بعيدا عن دورها الحضاري الفاعل في التاريخ . تحركت الفوى الظلامية لتزيد من آثامها في حق الوطن؛ بالاعتداء على رمز من رموز الفكر المستنير والعقل الواعي ؛ هو العميد طه حسين حيث اقتلع ظلاميون تمثاله الرأسي من فوق قاعدته الهرمية بمدينة المنيا القريبة من مسقط رأسه ..!! إن " جوقة العميان " – كما أسماها نزار قباني في قصيدة تأبينه لعميد الأدب العربي – يسوؤها الآن أن ترى في مصر مبصرا .. بصيرا ؛ حتى ولو كان تمثالا شاهدا على قصورها وعجزها.. !! وهى في اعتدائها على تمثال طه حسين إنما تعتدي على عقل أمة وتراث شعب ؛ وآن لهذه الطغمة أن تدرك أن التماثيل في الميادين والشوارع ليست لشخصيات ؛ إنما هى تجسيد لقيم نبيلة سامية وأفكار و معان لن يستوعبها من يحاولون القضاء على الأخضر واليابس - وقد تنجح في عبثها الصاخب أن تهدم حجرا لكنها أبدا لن تهزم فكرا، ولن تهدم رمزا. إن طه حسين الذي أطلق صرخته الإصلاحية المستنيرة : ( التعليم كالماء والهواء ) أصبح عقلا موزعا في كل العقول .. وهو بكتاباته الإسلامية : ( مرآة الإسلام – الوعد الحق – على هامش السيرة – الشيخان – الفتنة الكبرى .. وغيرها ) كان أكثر وعيا و أرحب أفقا و فهما للإسلام ؛ و أشد غيرة عليه ؛ من هؤلاء الذين خرجوا من الكهوف حاملين فئوسهم لينهالوا على تمثال لم يقدروا على مواجهة فكر صاحبه .. و اتحاد كتاب مصر إذ يدين و يستنكر هذه الجرائم الخرقاء يهيب بحملة القلم وشرف الكلمة أن يقوموا جميعا بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف رموز مصر الفكرية والثقافية والفنية ؛ وإزهاق ألق الإبداع في روحها الخالد .واغتيال ماضيها المضيء والمؤسس لغدها المقبل ؛ بعدما عاث الظلاميون فسادا في حاضرها الآني بعربدات طائشة غير مسؤولة .. كما يدعو الاتحاد الجهات المعنية والمسؤولة إلى القيام بواجباتها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوطن ؛ لحماية مالم تصل إليه – بعد – الأيدي الآئمة ؛ من كنوز مصر وتاريخها الزاخر الذي يشهد العالم بقيمته وثرائه .. و أخيرا .. يؤكد الاتحاد على أن صمت الدولة – رسميا –عن هذه الخروقات إنما عجز مؤسسات الدولة عن القيام بدورها وفشلها الذريع في الاضطلاع بإدارة شؤون البلاد، إن لم يكن مظهراً من مظاهر غض الطرف عما يقوم به فريق مدلل يصرف شؤون الوطن".