قال اتحاد كتاب مصر، إنه في مناخ من الاضطراب وعدم الاستقرار، لم تشهد مصر مثيلا له على امتداد تاريخها؛ حتى في أسوأ الحقب التي حاول غزاتها ومحتلوها أن يدفعوا بها بعيدا عن دورها الحضاري الفاعل في التاريخ، تحركت القوى الظلامية لتزيد من آثامها في حق الوطن، بالاعتداء على رمز من رموز الفكر المستنير والعقل الواعي، هو العميد طه حسين، حيث اقتلع ظلاميون، بحسب البيان، تمثاله الرأسي من فوق قاعدته الهرمية بمدينة المنيا القريبة من مسقط رأسه. وأوضح الاتحاد في بيان له، أن "جوقة العميان" – كما أسماها نزار قباني في قصيدة تأبينه لعميد الأدب العربي – يسوؤها الآن أن ترى في مصر مبصرا بصيرا، حتى ولو كان تمثالا شاهدا على قصورها وعجزها، مضيفا "وهي في اعتدائها على تمثال طه حسين، إنما تعتدي على عقل أمة وتراث شعب؛ وآن لهذه الطغمة أن تدرك أن التماثيل في الميادين والشوارع ليست لشخصيات، إنما هى تجسيد لقيم نبيلة سامية وأفكار ومعان لن يستوعبها من يحاولون القضاء على الأخضر واليابس، وقد تنجح في عبثها الصاخب، أن تهدم حجرا، لكنها أبدا لن تهزم فكرا، ولن تهدم رمزا". وأشار البيان إلى إن طه حسين، الذي أطلق صرخته الإصلاحية المستنيرة "التعليم كالماء والهواء"، أصبح عقلا موزعا في كل العقول، وهو بكتاباته الإسلامية (مرآة الإسلام – الوعد الحق – على هامش السيرة – الشيخان – الفتنة الكبرى، وغيرها)، كان أكثر وعيا وأرحب أفقا وفهما للإسلام، وأشد غيرة عليه، من هؤلاء الذين خرجوا من الكهوف حاملين فئوسهم لينهالوا على تمثال لم يقدروا على مواجهة فكر صاحبه. وأدان الاتحاد هذه الجرائم الخرقاء، وقال إنه يهيب بحملة القلم وشرف الكلمة أن يقوموا جميعا بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف رموز مصر الفكرية والثقافية والفنية، وإزهاق ألق الإبداع في روحها الخالد، واغتيال ماضيها المضئ، والمؤسس لغدها المقبل، بعدما عاث الظلاميون فسادا في حاضرها الآني بعربدات طائشة غير مسؤولة. ودعا الاتحاد الجهات المعنية والمسؤولة، إلى القيام بواجباتها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوطن؛ لحماية مالم تصل إليه بعد الأيدي الآئمة، من كنوز مصر وتاريخها الزاخر، الذي يشهد العالم بقيمته وثرائه. وأكد الاتحاد، على أن صمت الدولة عن هذه الخروقات، إنما هو يعبر عن عجز مؤسسات الدولة عن القيام بدورها وفشلها الذريع في الاضطلاع بإدارة شؤون البلاد، إن لم يكن مظهراً من مظاهر غض الطرف، عما يقوم به فريق مدلل يصرف شؤون الوطن.