تواصل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مراقبتها عن كثب للكويكب "2012 دي آيه" الذي يبلغ قطره 45 مترا والذي يمر بمحاذاة الأرض الجمعة، دون أن ينجم عنه خطر اصطدام. وتبلغ زنة هذا الكويكب 135 ألف طن، وفي حال ارتطامه بالأرض سيؤدي إلى وقوع انفجار كبير لا يرقى إلى أن يكون كارثة عالمية.
وهو اكبر كويكب على الإطلاق يرصده العلماء في هذه المسافة القريبة جدا من كوكب الأرض، وقد اكتشف في شباط من العام الماضي.
وبحسب الحسابات العلمية، سيكون أدنى اقتراب للكويكب من الأرض على بعد 27600 كيلومتر من سطح الأرض، أي في عشر المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر، عند الساعة 19,25 ت.غ.، في سماء المحيط شرق المحيط الهندي، وسيمر بسرعة 7,8 كيلومترات في الثانية.
وقال دونالد يومانز مدير مكتب "نير ايرث اوبجكتز" (الأجرام القريبة من الأرض) في وكالة ناسا في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي "في المعدل، يقترب كويكب من هذا الحجم من الأرض مرة كل أربعين عاما، وينشأ خطر لارتطام احدها بالأرض مرة كل 1200 عام".
واضاف "سيمر الكويكب قريبا جدا من الارض، لكننا نعرف مساره تماما لندرك انه لا يوجد خطر اصطدام مع الارض".
وسيمر الكويكب بمحاذاة مدارات الاقمار الاصطناعية دون ان يشكل أي تهديد عليها.
ولن يقترب مجددا من الارض الى هذا القدر قبل وقت طويل جدا. ففي زيارته المقبلة في العام 2046 سيمر بمحاذاة الأرض ولكن على مسافة مليار كيلومتر من سطحها.
اما في هذه الزيارة المرتقبة في الخامس عشر من شباط، فيمكن مشاهدة الكويكب بواسطة أي تلسكوب للهواة في أوروبا الشرقية وفي استراليا وآسيا، بحسب علماء الفلك، موضوحين انه سيبدو في الليل كنقطة مضيئة تتحرك في السماء.
وكتبت وكالة الفضاء الأمريكية على موقعها الالكتروني "سيتيح لنا هذا مرور الكويكب بمحاذاة الارض فرصة فريدة لدراسة جرم يمر بمسافة قصيرة مثل هذه".
وشددت الوكالة على انها "تعطي اولوية قصوى لمراقبة الكويكبات التي تمر بمحاذاة مدار الارض بهدف حماية كوكبنا".
وسيعمل مرصد "غلودستون سولار سيستم رادار" التابع للناسا والواقع في صحراء موهافي في كاليفورنيا على مراقبة الكويكب في 16 و18 و19 و20 من الشهر الجاري.
كما ان مراصد عدة في انحاء مختلفة من العالم ستراقب الكويكب بغية دراسة سرعة دورانه حول نفسه وتكوينه.
وتعتزم المحطة التلفزيونية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ان تبث صورا مباشرة للكويكب لمدة نصف ساعة.
ورغم أن حجم الكويكب يعتبر صغيرا نسبيا مقارنة بالأجرام السماوية، إلا أن اصطدامه في الأرض من شأنه أن يحدث أضرارا توازي الأضرار التي نجمت عن سقوط نيزك في سيبيريا في العام 1908، بحسب ليندساي جونسون المسئول عن برنامج وكالة ناسا لرصد الأجرام المقتربة من الأرض.
وتشير بعض التقديرات إلى أن قوة الارتطام الذي وقع في سيبيريا في العام 1908 كان يوازي مئات المرات قوة القنبلة الذرية التي القيت على هيروشيما، اذ ادى الى تدمير الغابات في دائرة يبلغ شعاعها 20 كيلومترا.