يختتم غدا الخميس معرض "القاهرة في عيون الفنان الفرنسي" الذي أقامه الفنان الفرنسي آن دو بويستسلين في قاعة "خان المغربي"، ويتناول خلاله القاهرة برؤيته الخاصة. يرسم آن الشخصيات المصرية في عدد من لوحاته، غير مهتم بالتفاصيل الدقيقة للوجوه أو للجسد الإنساني، وتبدو الأشخاص كأبطال للوحات، التي يرسمها الفنان على خلفية ملونة سواء بحجم كبير أو صغير، وتظهر الأبنية والبيوت المصرية في خلفية اللوحة على استحياء؛ حيث نجده يرسمها بخطوط رفيعة كثيرا ما تتخللها ألوان الخلفية، فتظهر كأنها اسكتشات سريعة لتلك المباني يرسمها الفنان على أسطح لوحاته. في بعض اللوحات رسم آن الأشخاص في حجم كبير بالنسبة لمساحة اللوحة، زينت ملابس بعضهم بالورود ذات الألوان الزاهية والصريحة، على خلفيات بدرجات اللون الأصفر الأوكر ليوحي بجو مصر الذي أصبح حار جدا في الصيف في السنوات الأخيرة، ويظهر من بين ثنايا الألوان تلك الأبنية التراثية في مصر التي لا تخلو من الجوامع وبيوت الحارات القديمة ذات المشربيات والشرفات المتقاربة للغاية، تلك الجو الروحاني الذي تنعم به مصر القديمة في شوارعها بالأزهر والحسين والغورية وغيرها. ورسم آن المرأة المصرية ترتدي زي النقاب في عدد من لوحاته، ففي إحداها نجد مجموعة من السيدات يرتدن نقابا أسود اللون في النصف السفلي من اللوحة، على خلفية ضبابية اللون، يتصاعد خلالها اللون الرمادي إلى النصف العلوي من اللوحة الذي يرسم فيه الفنان البيوت الشعبية القديمة وكأنه يلتقط لها صورة تعرض واجهة تلك البيوت دون الاهتمام بالمنظور. كما عبر آن عن الاحتفالات المصرية في الأعياد بأسلوب أكثر بساطة؛ حيث رسم أحد السيدات المخمرات تمسك بيدها بلالين العيد في الجزء السفلي من اللوحة، وفي أعلى اللوحة رسم الفنان زينة البيوت الشعبية ذات الألوان المبهجة التي يعلقونها في شرفات بيوتهم كي يفرح الأطفال احتفالا بالأعياد. وفي لوحة أخرى نرى سيدة مصرية ترتدي الحجاب وتسير في الشارع منفردة بجانب شجرة، وكأنها ذاهبة إلى عملها في الصباح الباكر حيث ألوان الخلفية التي تحمل من بهجة الصباح. وتظهر الأشخاص أحيانا في قليل من اللوحات وكأنها ظلال تدخل إلى بيوتها. والفنان في تعبيره عن القاهرة اختار أن يقدم البيئة المصرية في أحياءها الشعبية القديمة، التي تتميز بثراء مشاهدها، وتناولها الفنانين من شتى بقاع الأرض كل منهم بأسلوبه الخاص، لكن الفنان آن دو بويستسلين يستخدم رؤية جديدة في التعبير عن تلك المناطق الأثرية الشعبية القديمة.