هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" - الحديد 4-. معنى الآية: هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى -أي علا وارتفع- على عرشه فوق جميع خلقه استواء يليق بجلاله، يعلم ما يدخل في الأرض من حب ومطر وغير ذلك، وما يخرج منها من نبات وزرع وثمار، وما ينزل من السماء من مطر وغيره، وما يعرج فيها من الملائكة والأعمال، وهو سبحانه معكم بعلمه أينما كنتم، والله بصير بأعمالكم التي تعملونها، وسيجازيكم عليها.
ويقول القرطبي : ومعنى ( في ستة أيام ) أي من أيام الآخرة , كل يوم ألف سنة ; لتفخيم خلق السموات والأرض .وقيل : من أيام الدنيا . وذكر هذه المدة ولو أراد خلقها في لحظة لفعل ; إذ هو القادر على أن يقول لها كوني فتكون .
ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور , ولتظهر قدرته للملائكة شيئا بعد شيء .وهذا عند من يقول : خلق الملائكة قبل خلق السموات والأرض .
وحكمة أخرى - خلقها في ستة أيام لأن لكل شيء عنده أجلا .وبين بهذا ترك معاجلة العصاة بالعقاب ; لأن لكل شيء عنده أجلا .