علمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيقدم تقريرا إلى القمة ال"12" لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة مصر والتي تبدأ أعمالها بالقاهرة غدا الأربعاء حول أعمال لجنة القدس التي يترأسها. كما علمت الوكالة أن رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران سيترأس وفد بلاده إلى القمة وسيلقي التقرير نيابة عن الملك محمد السادس، الذي يستعرض الإنجازات التي حققتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
ويتطرق العاهل المغربي في التقرير، إلى اتصالاته مع رؤساء الدول والأطراف المعنية حول قضية القدس الشريف، وتشاوره المنتظم مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وأعضاء لجنة القدس الشريف، وذلك لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة وطمس معالمها التاريخية والروحية والبشرية.
ووفقا للتقرير، فإن هذه الجهود لم تقتصر على التحركات الدبلوماسية للعاهل المغربي في مخاطبة قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن كلما دعت الضرورة والظروف إلى ذلك، بل شملت توجيه رسائل إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية، وأيضا إلى رئيس الاتحاد الأوروبي بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية، فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام، وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان.
وينوه التقرير بمخاطبة العاهل المغربي للمدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" من أجل حثه على إيجاد أفضل السبل لتنفيذ قرارات المنظمة بشأن رعاية الموروث الإنساني والحضاري العالمي المتمثل في مدينة القدس، وحماية الوضع التعليمي والسكاني والثقافي بها.
وعلى أثر عزم الحكومة الإسرائيلية بناء كنيس يهودي في الحي الإسلامي بساحة البراق المحاذي للمسجد الأقصى الشريف في أكتوبر 2008، يشير التقرير إلى الرسائل التي وجهها الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس إلى رؤساء دول وحكومات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، لينبه إلى خطورة مواصلة إسرائيل لتنفيذ هذا المخطط وآثاره الوخيمة على أسس السلام، وما قد يصاحب ذلك من ردود أفعال في العالمين العربي والإسلامي.
كما يوجه العاهل المغربي - وفقا للتقرير - رسائل إلى اللقاءات الدولية التي تعنى بالقضية الفلسطينية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه من بين هذه الرسائل تلك التي بعث بها إلى ملتقى القدس الدولي الذي نظم بالرباط بالتعاون مع مؤسسة ياسر عرفات ووكالة بيت مال القدس الشريف يومي 28 و 29 أكتوبر 2009، والتي دعا فيها إلى توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بكافة مكوناته لتكريس المزيد من الجهود لقضية القدس.
ويحث الملك محمد السادس على التحلي بالواقعية والحكمة ووقف جميع أشكال العنف، واعتماد التفاوض والجوار باعتبارهما السبيل الأمثل لتطبيق الشرعية الدولية، وإلى خلق تحالف عالمي بين كل القوى الملتزمة بالسلام والضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام ومهد الأديان السماوية.
وينوه تقرير العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس بالرسالة التي بعث بها إلى المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي عقد في 26 فبراير 2012 بالدوحة، والتي حث فيها على بلورة استراتيجية شاملة في إطار من التناسق والتكامل بين العمل العربي والإسلامي المشترك، وذلك بتعبئة كل الوسائل والإمكانات والقدرات من أجل الدفاع عن هذه المدينة السليبة.