منطقة الشرق الاوسط وفى القلب منها مصر كانت وستظل من أهم المناطق ذات الاهمية الاستراتيجية فى العالم كله. ولذا فهى دائما محط أنظار وموضع أطماع الاستعمار العالمى بكل أنواعه وبشتى أشكاله قديمة وحديثة . وحفاظاً على المصالح الامريكية الاسرائيلية وأمعاناً فى السيطرة ولضمان تحقيق مقولة أن القرن الواحد والعشرين سيكون قرناً أمريكياً . كان أحتلال العراق وتدميره عام 2003 باسم ما يسمى الفوضى الخلاقة التى أعلنتها كوندليزا رايس فى الجامعة الامريكية فى القاهرة عام 2004.
ومن الملاحظ أن ما حدث فى المنطقة من ثورات الربيع العربى لن تمر من تحت يد أمريكا بغير ضمان مصالحها التى لن تتحقق بغير وضع المنطقة فى حالة احتياج للمساعدات الامريكية سياسياً واقتصادياً خاصة للانظمة الحاكمة فى المنطقة.
وهذا يتم سواء عن طريق المؤامرات الامريكية مباشرة او عن طريق استغلال التناقضات الداخلية وتفعيلها حتى تكون المصلحة الامريكية واردة وفى كل الاحوال .
فهل يعى الجميع سواء كانوا سلطة او معارضة أن ما يحدث الان فى مصر من حالة الفوضى التى أجتاحت الوطن منذ جمعة الغضب فى 28/1/2011 وحتى الان أنها تهدد سلامة الوطن وتغرق سفينته بكل ركابها ؟ ولا شك بأ، حالة الفوضى هذه لم تأتى من فراغ ولكن هناك ممارسات تمت كرست ودعمت هذه الفوضى. فعندما يسيطر الاخوان على مجمل الدائرة السياسية تحت زعم الصندوق الذى لا يعنى الديمقراطية بمفرده فيتوقف عندها الفعل السياسى وتصر على الاستحواذ ومصادرة الوطن لصالح الاخوان وكأنها وريثة وليست حاكمة ..عندما يتم خلط النظام بالدولة وتتعالى الجماعة على القانون ولا تعدل أوضاعها القانونية ..
عندما يتم الخلط بين الجماعة الغير قانونية وبين حزبها ويسيطر كلاهما على رئيس الجمهورية وتحوله الى متحدث باسمها فى رئاسة الجمهورية بدلاً من أن يكون رئيساً لكل المصريين .. عندما يسقط الاخوان هيبة القضاء ويتم تعين نائب عام ملاكى يؤتمر بامرها.
عندما تحاصر المحكمة الدستورية لكى تُمنع من أصدار أحكامها ضد تاسيسية الدستور والشورى الغير دستوريان..عندما يحصن الرئيس قراراته وكأنها منزلة .. عندما يشعر المواطن أن الثورة سرقت وأن الدستور أختطف لصالح فصيل سياسى بعينه.. عندما تحاصر المواطن المشاكل الحياتية حتى لا يشعر بأدميته فتضيع أماله وأحلامه المامولة فى ثورة تحولت الى ثورة مضادة..عندما تقوم مليشيات حازمون باسقاط هيبة الموسسات واعلامه وأعلان حمايتها لرئيس الجمهورية بدلاً من مؤسسات الدولة..
عندما لا يشعر المواطن أن هناك حكومة تعمل لمصلحته وتعى مشاكله لانها غائبة ومغيبة ولا علاقة لها بالحكم ولا علم لها بالسياسة غير أنها سكرتارية لرئيس لا يحكم.. عندما تتفتت وتتشرزم القوى والتيارات السياسية سعياً وراء مصالح حزبية وذاتية ضيقة أو ظهور أعلامى يكشف عن شخصيات ضعيفة مريضة.. عندما يصيب مرض الزعامة قيادات المعارضة وتتناقض أقوالهم وتتبدل مواقفهم.
فمن الطبيعى أن يشعر المواطن أنه لن ياخذ جقه ولن يحقق أحلامه بغير سواعده وموقفه السياسى .ولذا فليعلم الجميع أنه منذ أحداث الاتحادية ونستطيع أن نقول أن الثورة الحقيقية قد بدأت بالجماهير التى تخطت التيارات السياسية. فسقف الجماهير تجاوز كل الاسقف ولا أحد يدعى أنه يقود الجماهير فهى القائد الان والكل يتمحك فيها ويسير ورائها . ولذا فلن يكون الحوار الوطنى المزعوم هو الذى يدفع للخروج من المأزق وزراً للرماد فى العيون لن يكون هو الحل للخروج من هذه الفوضى .
فالحل فى أن يشعر المواطن أن مرسى غير تابع للاخوان .. وان هناك ارادة سياسية تفرز رؤية سياسية يشعر بها المواطن حتى تعيد ثقته فى الثورة وأنها ستتحقق من خلال برنامج يعلن حتى يمكن أن يشارك الجميع..
بغير ذلك فهى الحلقة المفرغة التى تكرس لحالة الفوضى الغير خلاقة وهذا ما تسعى اليه أمريكا صديقة الاخوان وأسرائيل الصديق الوفى لمرسى وهنا لن يكسب أحد ولن يبقى أحد..فهل يقبل المصريين هذا؟!!
أبداً.. فأما الخضوع للشعب وتحقيق أماله وثورته أما الرحيل بالارادة أو بالقهر ..وهذه هى مصر كل المصريين.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه