يقوم أنقلاب يستولى على السلطة ويسقط الحكومة والنظام نعم. تقوم ثورة عن طريق تنظيم ثورى يمتلك رؤية وأجندة ثورية وتسقط الحكومة والنظام من أجل تغيير المجتمع تغييراً جزرياً فى كل مناح الحياة نعم .
ولكن ان يتم الوصول الى السلطة بعد هبه جماهيرية أسقطت النظام السابق ويتم الأن أسقاط الحكومة والنظام ثم نفجع بمن يعمل على تفكيك الدولة وأسقاط القانون وألغاء المؤسسات فتضيع الدولة وتضيع هيبتها فهذا لا وألف لا .
فهناك فارقاً كبير بين السماء والأرض وبين أسقاط النظام أى نظام وبين أسقاط الدولة المركزية المستقرة على مدى الأف السنيين .
دولة صنعت التاريخ ودشنت فجرة . دولة عرفت الدين وتمسكت بالأيمان قبل نزول الأديان . دولة لعبت ادواراً تاريخية أقليمية ودولية لأن الله قد حباها بمكان ومكانة لم يشاركها فيهما أحد .
فما هذا الذى نراه؟ وما هي أهداف من يسعى لأسقاط الدولة؟ ولمصلحة من ؟ وما علاقة هذا بالمخطط الأمريكى المعلن على لسان وزيرة خارجيتها كوندليزا رايس عام 2005 بالجامعة الأمريكية بالقاهره ذلك المخطط والمسمى بالفوضى الخلاقة؟ تلك الفوضى التى تعنى تفكيك الدول وأعادة بناءها على الطريقة الأمريكية .
بالرغم من أن اى تفكيك يعنى هدم التراث وشطب التاريخ وسحق الحضارة قبل أن يكون هذا هدماً للمؤسسات والحكومات. ولا ادل على ذلك الا ما حدث فى العراق تلك الدولة المنكوبة والتى تم تجريب هذا المخطط الأستعمارى فيها عام 2003 مما فككها الى ثلاث دول شيعية . سنية . كوردية والباقية تأتى .
فهل نحن ماضون الى طريق الندامة هذا بأيدينا لا بأيد أمريكا ؟ الا نعلم أن الذى يحدث عند الأصرار على تفكيك الدولة يعنى أننا نقدم لأسرائيل والصهيونية كل ما يخططان له ويحقق لهما كل ما يحلمان به ؟ هل نعلم أن ما نفعل هو التمهيد لتنفيذ المخطط الصهيونى المعلن عام 1982 والذى يستهدف ويعمل جاهداً من أجل اعادة تقسيم المنطقة وفى القلب منها مصر على أسس طائفية؟ الا يعنى هذا أننا نعمل على تفكيك الوطن الموحد منذ الأف السنيين ؟ خاصةً أن المخطط الأستعمارى القديم الحديث والذى يلعب على ورقة الأقليات الدينية كانت وما زالت وستظل هي الورقة الرابحة والرائجة والمبررة للتدخل فى شئون مصر .
خاصة ورقة الأقباط والتى اضيف أليها الأن ورقة النوبة والبدو وما خفى كان أعظم ؟ ألم نتابع تصريحات رئيس المخابرات العسكرية الأسرائيلية فى أكتوبر 2010 قبل الثورة بشهوراً قليلة والتى أعلن فيها بكل بجاحة أن اسرائيل عليها أن تفخر بأنها قد تمكنت من تحقيق البدء فى مخطط تقسيم مصر بأثارة الفتنه بين المسلمين والمسيحيين حتى ينهار الوطن ويفشل ولا يجد من سيأتى بعد مبارك وطناً ولا دولة يحكمها ؟ فأين نحن من هذا الأن ؟ هل نسير فى طريق تنفيذ المخطط ؟ وأين العقول الفاهمة وأين الحكمة المدركة وأين الوطنية النقية ؟ هل أصبح الجميع الأن يعملون بعلم أو بدون علم على ضياع الوطن ؟ وأذا كانت هناك فصائل سياسية تتحدث عن تلك العلاقة بين الأمريكان والأخوان بعد وصولهم للحكم والتى بدأت بتفاهمات كثيرة كان أهمها التى بدأت فى أبريل 2006 مما جعل هناك متغيرات جزرية فى رؤية الأخوان وموقفهم التاريخى تجاة أسرائيل وكامب ديفيد والقضية الفلسطينية التى تشدق بها البعض فى الحملة الرئيسية ووعد بأقامة الخلافة الاسلامية وعاصمتها القدس الشريف .
فأذا كانت هذه العلاقة ستأتى بالكوارث على الوطن وتساعد على تفتيتة حسب المخطط الأستعمارى فما هو موقف كل القوى السياسية الرافضة لذلك ؟ هل تساعد على تفكيك الوطن وتأجيج الفوضى الغير خلاقة تحت مبرر الصراع السياسى الذى أصبح مرزولاً وتحول الى صراع وعراك وأستقطاب بل أحتراب أهلى يهدد سلامة الوطن الذى ليس لنا بديلاً عنه ولن يكون ؟ ولذا على الجميع حفاظاً على الوطن وحمايةً لكيان الدولة الأسراع بنية صادقة وأخلاقاً وطنية وأيماناً حقيقى بحق الشعب فى أن يعيش فى وطن يشعر فيه بأدميتة وهذا لن يكون فى ظل هذا الأقتصاد المنهار .
الأسراع فى بداية حوار وطنى حقيقى يجنب الخلاف الأيدولوجى ويأجل المصالح الذاتية حتى نخرج من هذا المأزق الخطير الذى يمكن أن يودى بالجميع الى التهلكة ولا مستفيد غير أصحاب مخططات الأستيلاء على الوطن أرضاً وثقافتاً سواء كانوا من الغرب الأستعمارى أو الجار الوهابى . فستظل مصر بأبناءها وبروحها الأسلامية المصرية وبعمقها التاريخى وطناً لكل المصريين.