شهد الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الندوة التثقيفية الثانية التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير. وتضمن برنامج الندوة ، الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء ، بالإضافة إلى عرض فيلم بعنوان (لمسة وفاء عن المشير حسين طنطاوي) ، فضلا عن فيلم (ثورة حماها الشعب).
وتحدث الشيخ خالد الجندي عن العقيدة الدينية ، وأثرها في البناء المعنوي للجندي المصري ، فيما تحدث اللواء أ.ح سامح سيف اليزل عن الدور الوطني للقوات المسلحة..كما ألقى الفنان محمد صبحي كلمة بعنوان (رسالة حب واعتذار).
وقام الفريق صبحي بتكريم أسر شهداء القوات المسلحة وعدد من الشخصيات التي شاركت في الندوة.
وتضمن الفيلم الذي تم عرضه عن المشير محمد حسين طنطاوي مشوار حياته منذ ميلاده في حي عابدين بالسيدة زينب بالقاهرة في 31 أكتوبر 1935 ثم التحاقه بمراحل التعليم المختلفة حتى الكلية الحربية التي تخرج فيها عام 1956 ليلتحق بحرب العدوان الثلاثي على مصر كقائد فصيلة مشاه ، ثم عمل بعد ذلك معلما بالكلية الحربية خلال فترة الستينات ، ليعمل بعد ذلك قائدا لكتيبة مشاة في حرب أكتوبر1973 التي خاض فيها معركة المزرعة الصينية الشهيرة التي كبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
وعرض الفيلم التسجيلي ترقى المشير طنطاوي في الوظائف القيادية بالقوات المسلحة ، حيث عمل قائدا للجيش الثاني الميداني ، وقائدا للحرس الجمهوري ورئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة ، حتى تم تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة فى عام1991.
وتضمن الفيلم لقطات من كلمات للمشير طنطاوي خلال المناورات والمشاريع التي قدمتها القوات المسلحة خلال الفترة الماضية ، بالإضافة الى عرض خطط التوسع في مشروعات الإسكان الخاصة بالقوات المسلحة خلال قيادته للقوات المسلحة وخطط الإسكان الحضاري والمستشفيات العسكرية والنقاط الطبية وكذلك نوادي القوات المسلحة والمشروعات الهندسية الضخمة التي نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
كما تضمن كلمات للفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة عن دور المشير طنطاوي .. حيث قال "كان أفهمنا وأكثرنا حرصا على بلده ، كما أنه تحمل ما لا تتحمله الجبال".
وعرض الفيلم كذلك كلمات للفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة عن دور المشير طنطاوي ، قائلا "هذا الرجل لن يعطيه حقه سوى المولى عز وجل".
ومن جانبه..وجه الفريق صدقي صبحي الشكر والتقدير للمشير حسين طنطاوي القائد العام السابق للقوات المسلحة ، والفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق على الدور الوطني الذي بذلوه خلال أحدث ثورة 25 يناير وما تحملوه من أعباء خلال إدارة شئون البلاد.
وقد كرم الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان أسر شهداء القوات المسلحة ، الذين استشهدوا خلال أداء واجبهم الوطني المقدس في حماية وطنهم خلال تأمين البلاد خلال أحداث ثورة 25 يناير.
وفى السياق ذاته..قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي إن ما يشاع حول وجود ضغوط أمريكية على مصر لإلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس العسكري قبل تسليم السلطة أمر غير صحيح ، لافتا إلى أن مصر لن ترضى بأي تدخل أجنبي.
وأوضح سيف اليزل أن تنفيذ المشير طنطاوي للأوامر بخروجه من الخدمة قرار تاريخي كان نابعا من حث وطني وشجاعة مقاتل يعشق وطنه ويخشى عليه.
وقال إن الجيش المصري أنفق أموالا طائلة من ميزانيته على الأحداث التي مرت بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، ونقلت الأموال من وإلى البنوك وعملت على تفريغ الشحنات الإستراتيجية من السفن في الموانئ وإزالة الآثار الناتجة عن الأحداث، وكانت حريصة على دعم الشرطة بالأسلحة والذخائر.
وأضاف "إن قادة القوات المسلحة ، وأعضاء المجلس العسكري وقفوا إلى جانب الثورة منذ اللحظات الأولى ، حيث عقدت القيادة العامة للقوات المسلحة اجتماعا طارئا يوم26 يناير 2011 من أجل دعم ثورة الشعب وتأييدها قبل الإعلان عن ذلك بشكل رسمي وقبل نزولها إلى الشارع ، ولم يهتم هؤلاء القادة بالمصير الذي قد يواجههم والمخاطر التي تترتب على دعمهم للثورة حال فشلها".
وفى سياق متصل..قال الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي إن الجيش المصري لم يتخاذل أبدا عبر تاريخه الطويل عن نصره الشعب واستعادة الكرامة والشرف له..لافتا إلى أن القوات المسلحة المصرية ستظل رايتها خفاقة عالية على مر العصور.
وأضاف "تحملتم التشكيك من الذين يريدون إسقاط هذا البلد وإضعافه ، إننا في حاجة إلى تحيتكم وأنتم في رباط إلى يوم القيامة ، وأسأل الله أن يوحد صفوفكم ويردكم إلينا سالمين غانمين منتصرين لعزة هذا البلد مصر الحبيبة".
وتابع "أبليتم بلاء حسنا، وأقف هذا الموقف لأعلن للجميع أن الثورة المباركة التي قام بها شعب مصر لولا دعم جيش مصر ما كانت، ولولا هذه العصبة المباركة والمؤسسة العريقة، ما كنت هذه الثورة، والكل يعلم ذلك".
وأوضح الجندي أن هناك ثورات كثيرة قامت في دول العالم ، ولم ينحاز الجيش فيها إلى الشعب..مؤكدا أن الله عز وجل أحاط الشعب بجيشه العظيم خلال أحداث ثورة يناير2011 وما انحاز إلا لغيره حتى نصره على ثورته الخالدة.