أقامت اليوم الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بمقرها احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ، حضر الاحتفالية د. محمد عبدالفضيل القوصى عضو هيئة كبار العلماء ، ود. محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر للشئون الخارجية ، أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة ، ولفيف من طلاب وطلبة الأزهر مصريين ووافدين . بدأ د.عبد الفضيل القوصى الحفل بالأشارة لقول الله تعالى "إنا أرسلناك شاهداً ومبشرا ً ونذيرا ً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ً " وأشار من خلال الآيه إلى أن رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم قد وصِف بصفاتِ آلهية كونية عالمية تجعله السراج المنير للبشرية جميعا ً، وقال: إن تلك الصفات الأربع تَتوج بها النبى عليه الصلاة والسلام وأمته من بعده حيث قيل قديماً من لم يتجسد فى ذاته هذه الصفات فقد نقصت تبعيته ومحبته لرسول الله .
وأشار القوصي إلى أننا فى كل عام وفي هذا التوقيت نكون بإيذاء التحضير لإحتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف حيث نستلهم منها التذكير بقيم وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم التى أخرج بها الدنيا من الظلمات إلى النور وقام بتحويل مجتمعها إلى قمة المدينة المتحضرة.
وأوضح القوصي أن الأمة الأن فى هذة الظروف تحتاج الى أن تتمثل هذه الآيات من جديد وأن يجعلها كل فرد منا مهمته فى إحتفاله بهذا اليوم، فأين نحن الأن من هذه الصفات ،ومن أن النبى رحمة للعالمين وأن يكون كل منا منتسب للسراج المنير .
وأضاف أنه للأسف أصبح بعض المنتسبين للإسلام الآن قد اتخذوا صور تكاد تكون ضد هذا الدين الحنيف، وأصبحنا أمه وكأننا نريد أن نشوه صورتنا بأنفسنا نريد أن نُنفر الناس من هذه الصفات ، وبِعدنا كل البعد عن السيرة المحمدية والتأمل في صفات نبينا الرحمة .
وأوضح قائلاً : أني أعتقد أن هذه الصفات لو قُرأت وتأمل فيها المسلمين بعد قرأتها لتجسدوها، ولأصبحت أهم دعوة للإسلام فهى ذاتها بدون أقوال القائلين بعيداً عن سلوك بعض المسلمين ، ولدخلت هذه الدعوة إلى عقول وقلوب المسلمين جميعاً، ونفذت منهم إلى الصدور، موجهاً كلمه للطلاب والدارسين بالأزهرقائلاً: أنتم الأن سفراء الأزهر فى أيديكم الدعوة الإسلامية السمحاء وعليكم مهمة تجسيد تلك الصفات التى ذكرها القرآن في نبينا محمد ، فهى صفات كفيلة إلى أن تفتح أمام المسلمين أبواب القلوب والبصائر و المبادئ، فنحن الآن في أمس الحاجة لذلك لا لفتح غلظة أو تنفير،موضحاً أن قوة المسلمين الآن تكمن فى التحلي بهذه الصفات ولا يمكن أن يكون هناك قلب إنسانى فيه عاطفة وشعور يستعصى عليها.
واستكمل القوصي كلمته حيث قال: اجعلوا يا سفراء الأزهر من هذه الذكرى منابر من النور تتفتح أمامها مغاليق القلوب بالرحمة والشفقة على الخلق وإلتماس الأعذار لهم، لا لتصيد الأخطاء أو لغلظة الدعوة، أو التسابق على الاستحواذات، فلتكونوا أنتم سفراء الهداية القلبية المحمدية، فإذا قمتم بهذا الدور فلا أعتقد أن أحد سيستعصى عليكم ، لا أستعصاء غلظة أو استعراض قوة أو مظاهرات وحشود ، بل قلوب تخفق وعواطف تنساب أمام هذا الهدي المحمدى فهو خير منبر تضاء به البشرية السراج المنير (صل الله عليه وسلم)، مضيفاً أنه كان يكفي أن تشمل صفة واحدة كافة الصفات الأخرى فشاهداً يمكن أن تتدرج من السراج المنير ومبشرا ومنذرا ً وداعيا الى الله بأذنه يمكن أن تضام وتستنبط وتستخرج من هذا السراج، وكأن الله تعالى أراد أن يؤكد على فتح القلوب بواحدة تلو الآخرى بصفة تؤكد الصفات الأربع التي قبلها ثم تختم بالسراج المنير، فدعوكم من الذي نراه الآن فانفروا إلى قلوب الخلق لتكون فعلاً أسرجة منيرة تنبعث من السراج الأعظم صل الله عليه وسلم .
كما أوضح د. مهنا في كلمته خلال الحفل أن رسالة محمد الإسلامية جاءت خطاباً لبني البشر كلهم، لأن الله تعالى أراد لمحمد أن يكون خاتم النبيين، فلا نبي بعده، لذلك كانت رسالته شاملة وعامة لجميع البشرية فالبشرية بالنسبه إليه أمة دعوة أي أنّها في مرمى دعوته واستشهد بقول النبي صل الله عليه وسلم : "كان النبي يبعث في قومه خاصة وقد بعثت إلى الناس كافة".
و أضاف أن القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، مصدق لما قبله من الكتب الربانية، ومهيمن عليها، ومشتمل على ما فيها"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ". وأكد مهنا أنه لذلك كان محمد صل الله عليه وسلم ورسالته قد حققا للإنسانية من السعادة والحق والعدل والخير مالم يحققه أي إنسان آخر نبيا ً كان أو غير نبي.
وقال مهنا أنه من الضروري الآن أن يهتم كل مسلم منا بأن يحقق الدعوة بالتمثبل بأخلاق النبي ومواريث النبوة وأن نقوم بتصفية قلوبنا والتربية الحسنة وأنتم ابناء الأزهر أولى بتلك الدعوة فالأزهر المعمور لم ينهض إلا بالتربية النبوية والسير على نهج الحبيب محمد صل الله عليه وسلم .
واختتم الحفل بتقديم الابتهالات الإنشادية في مدح النبي قام بها مجموعة الطلاب الوافدين الحاضرين بالحفل .