لندن: تعتزم كل من بريطانيا وفرنسا الضغط من اجل استصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي يتعلق بليبيا في اعقاب الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التي بدآها امس الى ليبيا. ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن مسئولين بريطانيين قولهم "ان هذه الخطوة من شأنها أن تمكن المجلس الوطني الانتقالي من الوصول الى عدد اكبر من الاصول الليبية ورفع منطقة حظر الطيران وهو الاقتراح الذي يتوقع ان يطرح للتصويت في وقت لاحق". ويرى معلقون ان هذه الخطوة الفرنسية - البريطانية قد تواجه معارضة من روسيا التي اشتكت في وقت سابق من ان باريس ولندن ذهبتا ابعد من القرار (1973) في محاولة للاطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وكان الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني استقبلا يوم امس استقبال الابطال خلال زيارتهما للعاصمة طرابلس والقائهما خطابا امام حشود المبتهجين في مدينة بنغازي. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في طرابلس تعهد ساركوزي وكاميرون بمواصلة تقديم المساعدة لليبيا بما في ذلك تكثيف الجهود لكسر الجمود الذي يعتري اصولها المجمدة في الخارج. وفي سياق متصل اعلنت وكالة الحدود البريطانية تنازلها عن متطلبات الحصول على تأشيرة للمرضى الليبيين ومن يرافقهم من اشخاص بالغين لزيارات تلقي العلاج الطبي اذ سيتم تمويلها بالكامل من قبل طرابلس. كما خصصت دائرة التنمية الدولية البريطانية مبلغ 600 الف جنيه استرليني لانشطة ازالة الالغام في ليبيا من خلال الفريق الاستشاري المعني بالالغام وذلك بهدف حماية ما يصل الى مليون شخص من الاجهزة غير المتفجرة. وفي السياق ذاته تعتزم بريطانيا ايضا نشر اثنين من المسئولين للتنسيق العسكري على مدى ستة اشهر وذلك بهدف مساعدة وتمكين المجلس الوطني الانتقالي الليبي من تحديد موقع وتأمين وتعطيل الصواريخ ارض - جو المحمولة على الكتف والمعروفة باسم "مانباد". من جهة اخرى شدد ساركوزي وكاميرون على ضرورة ضمان ان يتم اعتقال القذافي وان تتم محاكمته على جميع الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه. وبهذا الخصوص ذكر رئيس الوزراء البريطاني انه "لا تزال هناك اجزاء من ليبيا تحت سيطرة القذافي الذي لا يزال طليقا"، مضيفا انه يجب الابقاء على عمل بعثة حلف شمال الاطلسي "حتى تتم حماية جميع المدنيين والانتهاء من هذا العمل.