قال عبدالمحسن احمد فرج، شقيق سامح أحمد فرج- تاجر ملابس، 48عام - الذي توفي داخل حجز قسم الوراق بعد تعذيبه، أن شقيقه ذهب لرئيس مباحث القسم - الضابط "عمرو سعودي" - للاستفسار عن أسباب احتجاز المواطن حسن حمدي عبد الحميد، الذي يعمل لديه، أعطاه الضابط الكارت الخاص به ووعده بالإفراج عن "حسن" في اليوم التالي. وتوجه المجني عليه إلى قسم الوراق بتاريخ 15 يناير 2013 في الثامنة صباحا، وبعد ساعات قليلة فوجئ أهله بإغلاق هاتفه المحمول حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا، وبعد ذلك توجهت قوة من الشرطة والمباحث إلى منزله بشارع 5 مدينة التحرير - إمبابة - الجيزة، وأخبرت أسرته بأنه قد توفى جراء حادث سيارة، فتوجهت الأسرة إلى قسم إمبابة للتأكد من الحادث، فأخبروهم أنه لا يوجد أحد بهذا الاسم واحتمال وجوده بقسم الوراق، فتوجهوا إلى قسم الوراق فوجدوا هناك حشدا كبيرا من رجال الأمن وأخبروهم أنه بمستشفى إمبابة العام "مستشفى الموظفين" فتوجهت أسرة المجني عليه إلى المستشفى فوجدوا علامات كلابشات على يديه وقدميه وانتفاخ شديد وسحجات في رقبته مما يوضح أنه تعرض للتعذيب حتى فاضت روحه.
وأضاف شقيق المتوفى في تصريحات تلفزيونية لبرنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور»، إنه نما إلى علمهم أن المجني عليه تم نقله من قسم الوراق إلى مستشفى إمبابة العام حافي القدمين بدون حذاء أو جوارب وبدون الجاكت ولا حزام الذي كان يرتديه، علما بأنه حين توجه إلى القسم كان بكامل ملابسه.
كما تم نقل جثة المجني عليه إلى مشرحة زينهم بطريقة غير آدمية على أرضية سيارة الشرطة بوكس، ورفضوا نقله بسيارة إسعاف وتم معاملة أسرة المجني عليه بطريقة عنيفة بعد اعتراضهم على طريقة نقله.
وأشار "عبدالمحسن" إلى أنه تم خلق روايات مختلفة عما حدث لإيهامهم بأن الوفاة طبيعية، حيث قالوا أنه أشتبك مع رجل كبير خارج القسم وعندما اقتادوه للداخل انهار وسقط ميتاً.
كما أنه عند ذهاب نجل شقيق المجني عليه إلى ديوان قسم الوراق تم استقباله بحفاوة بالغة ابتداء من مساعد مدير الأمن برتبة لواء إلى كافة أفراد القسم وإيهامه بأن الوفاة طبيعية نتيجة ارتفاع بضغط الدم.
كان اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقي إخطارا بوفاة تاجر داخل قسم شرطة الوراق وتجمهر أقاربه أمام القسم، وجاءت رواية احتجازه بأنه قام بتحطيم السيارات المتوقفة أمام قسم الشرطة، فقام الأهالي بالسيطرة عليه وتسليمه لضباط قسم الوراق، وفي أثناء وجوده داخل مكتب رئيس مباحث القسم للتحقيق معه حول سبب ارتكابه لواقعة تحطيم السيارات أصابته حالة الهياج مرة أخري وحطم عدة أشياء داخل مكتب رئيس المباحث، وتمكن الضباط وأفراد القسم من السيطرة عليه، وتم احتجازه داخل القسم إلا أنهم فوجئوا بوفاته، مما أدي لتجمهر الأهالي واتهام الضباط بتعذيبه.