صدرت الطبعة الثانية من كتاب "غواية التراث" للدكتور جابر عصفور عن الدار المصرية اللبنانية، وهو مجموعة مقالات نشرها في مجلة "العربي" الكويتية خلال عامي 1994 و1995، وعددها عشرين، والتي صدرت طبعتها الأولى في سلسلة "كتاب العربي" بالكويت في العدد (62) في اواخر عام 2005. ويتناول عصفور في كتابه ملامح الشعر والشعراء عبر المراحل التاريخية السابقة للإسلام والمراحل اللاحقة له، جامعا بين غواية الحب الأول التي اكتسبها عن طه حسين، وغواية النظرة المحّدثة التي تعلمها جيله من أدونيس.
وقال عصفور ل"محيط" : الكتاب به "أكثر من صورة للشاعر في تراثنا، صورة المدّاح الذي جعل من الشعر حانوتا يدور به على طالبي المديح، وهي الصورة الغالبة التي استمرت طويلا نتيجة لتعقد العلاقة بين الحاكمين والمحكومين. وصورة الشاعر اللاهي احتجاجاً على فساد حاضره السياسي الاجتماعي. أو احتجاجا وجوديا على الموت. كما يضم الكتاب صورة الشاعر الصانع الذي يرى في كمال إبداعه غاية مستقلة عن كل غاية. وصورة الشاعر الداعية الذي يوظّف شعره في خدمة اعتقاد أعم منه بالمعنى الديني أو السياسي. ولكن كل هذه الصور بمنزلة نماذج متغيرة لاحقة، متأخرة نسبيا بالقياس إلى النموذج الأصلي الأقدم الذي بدأ به الوعي بالشاعر والشعر عند العرب".
كتب عصفور في مقدمه كتابه: " أغواني طه حسين ولا يزال بقراءة التراث الأدبي من منظور الزمن الذي أعيش فيه، والذي يتجاوب مع الأصيل من التراث، لأنه ينطوي على القيمة الإنسانية التي تصلنا به، وتصله بنا". واقر عصفور في مقدمه كتابه بفضل أساتذته الذي تتلمذ على أيديهم بشكل مباشر أو غير مباشر، كشوقي ضيف، يوسف خليف، عبد العزيز الأهواني، سهير القلماوي، محمد النهويهي، مصطفى ناصف، لطفي عبد البديع، عبد الحميد يونس، صلاح عبد الصبور، فاروق خورشيد وعز الدين إسماعيل.