ويروى فى كتابه خصوصية علاقته بوالدته إثر وفاة والده أنقذته من الاعتقال بتهمة الإخوان المسلمين حسب ما رواه له صديقه التوابتى الذي كان يفكر بالوشاية عليه كعضو فى الجماعة لينتقم منه بسبب ميوله اليسارية. ويذكر ذكرياته مع طه حسين وقصة أول لقاء معه ،و قصص لقائه الأول بصلاح عبد الصبور وفاروق خورشيد وعز الدين إسماعيل وعبد القادر القط وشكرى عياد وبهاء طاهر وأمل دنقل رابطا ذلك بحالة الحزن والإحباط التى سادت أبناء جيله إثر هزيمة يونيو 1967 والمتغيرات التى جاء بها عصر الرئيس أنور السادات،ويستذكر أبناء جيله من المحلة الكبرى والذين ربطتهم صداقة فيما بعد، واحتلت أسماؤهم مساحة هامة فى الحياة الثقافية المصرية، ومن بينهم الشعراء أحمد الحوتى ومحمد صالح ومحمد فريد أبو سعدة والروائيون سعيد الكفراوى ومحمد المخزنجى ومحمد المنسى قنديل وجار النبى الحلو ورمضان جميل والمفكر نصر حامد أبو زيد الذى كان بدأ حياته بكتابة شعر العامية و يشير الى تعرضه لتتميز من إدارة جامعة القاهرة، عندما أمضى أربع سنوات فى كلية الآداب وهو الأول على دفعته فى الكلية ولم يتم تعيينه فى الجامعة، بل تم تعيينه كمدرس فى إحدى مدارس قرى الصعيد،وبعد استماعه لخطاب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الخمسينيات أكد فيه إصراره على تحقيق العدل الاجتماعى، توجه إلى الرئيس برسالة أوضح له ما جرى معه فأصدر عبد الناصر قرارا تعيينه فى الجامعة، والذي يعتبره عصفور دينا فى عنقه لهذا الرجل الذى أنصفه فى بداية حياته. ويستذكر الساعات التي كان يقضيها فى كافيتريا كلية الآداب مع زملائه من الأقطار العربية فى نقاشات لا تنتهي فى فضاء أقرب إلى فكرة الجامعة الحرة. ويتحدث عصفور عن موقع أساتذته الكبار أمثال سهير القلماوى وطه حسين وشوقى ضيف وعبدالعزيز الأهوانى، وأدوارهم فى حياته، كما يتطرق إلى مشاكساته معهم ويروى طرائف خصومته مع شوقى ضيف التى انتهت بانتصار ضيف الأستاذ على تلميذه المشاكس فى غرفة الامتحان.