أكد الدكتور أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، على أنه قد سعى لكي يكون وزيراً للخارجية المصرة منذ يومه الأول داخل الوزارة، أو على الأقل كان يريد أن يكون له بصمة واضحة على الدبلوماسية المصرية، فالدبلوماسي والعسكري كلاهما يتأثر بالشخصيات التاريخية في مجال عمله. وأضاف في لقاء تليفزيوني في برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة» أن مصر قد استطاعت أن تنجح في كثير من المعارك الدبلوماسية الدولية التي خاضتها، ومنها معركة توسيع نطاق مجلس الأمن، فمصر قد نجحت في هذه المعركة عن طريق المحافظة على مصالحها من أن تضار.
وأشار إلى أن أهداف السياسة الخارجية المصرية لها عناصر أساسية يجب تنفيذها الأمر الذي يجعل "جمال عبد الناصر" هو "أنور السادات" هو"حسني مبارك" هو "النحاس باشا" وذلك من حيث مفهوم مصالح مصر الخارجية، فالأهداف متشابهة ولكن طريقة تحقيق هذه الأهداف مختلفة.
وأكد على أن وزير الخارجية الأسبق "أحمد ماهر" كان شديد الذكاء والحنكة، ولكن الظروف التي كانت تمر بها البلاد في حينه والظروف الدولية لم تكن في صالحه، فقد كان هناك القارة الإفريقية دائما ما تهاجم مصر بأنها لم تعد تهتم بها كما كانت، وأن دور مصر السيادي في إفريقيا قد بدأ يتقلص، ولكن هذا لم يكن صحيحاً على الإطلاق.
وبالنسبة إلى السياسة الخارجية المصرية في عهده، قال أن مصر لم تكن قادرة على الحركة بالشكل الصحيح، فقد كانت التحركات المصرية تتسم بالانزواء، ولم تكن قادرة على فرض التأثير الخاص بها على كثير من القوى الدولية الفاعلة منها البرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا والمكسيك.
وأضاف أن مصر كانت تملك الكثير من الإمكانيات التي تستطيع من خلالها المساهمة في العمل الدولي والضغط لتحقيق المصالح الخاصة بها، لكن تفتقد مصر تفعيل الأدوات الاقتصادية مثل التجارة مع الدول التي تسعى مصر إلى تحقيق تطوير للعلاقات معها.
وبخصوص شخصية الرئيس السابق "محمد حسني مبارك"، أعلن أبو الغيط أنه كان رجل وطني دون أدنى شك، ومن يقول عكس هذا يقوم بظلم نفسه، كما أن الرئيس السابق كان يمتلك الكثير من الخبرات الممتدة في العمل السياسي، فالرئيس كان يقبض على أمور الدولة بيد من حديد، علماً بأنه كان حريص مالياً بشكل ما، وكان شخص مستمع بشكل جيد جداً.
وأضاف أن سياسة مبارك الخارجية كانت تهدف إلى عدم الاصطدام بالعالم الغربي وإسرائيل وأمريكا خاصة، فكان يريد توظيف علاقته مع هذا العالم في اتجاهين وهما السعي إلى إيجاد حالة من التسوية لحل القضية الفلسطينية، والاتجاه الآخر هو توظيف القوة الاقتصادية الغربية إلى عملية التنمية الاقتصادية المصرية، والعمل على تعزيز العلاقات مع العالم العربي بشكل عام وخاصة دول الخليج العربي.
وشار إلى أن مصر قد تلقت الكثير من الخطابات التي تفيد بوجود رغبة لدى الدول الغربية وأمريكا بأن تقوم مصر بإرسال قوات مسلحة لمساعدة قوات التحالف في عمليات القتال في العراق وأفغانستان، ولكن الرئيس السابق "مبارك" قد أعلن ومن أول لحظة أنه لن يرسل أي جندي مصري وأن مصر لن تشارك في هذه العمليات على الإطلاق.
وأعلن أن عملية القبض على عضو مجلس الشعب السابق "أيمن نور" والمرشح لرئاسة الجمهورية في حينها كان قد أستغل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية كورقة ضاغطة على النظام المصري بشكل كبير، فقد انتقدت أمريكا الرئيس السابق كثيرا بحجة الديمقراطية، كما أنها كانت تعمل على مقايضة مصر لتحقيق مصالحها.
وأعلن أن بداية ظهور جمال مبارك في الساحة السياسية المصرية كانت في عام 2000، ولكن تحركاته كانت محكومة بسرية تامة حتى على وزير الخارجية، فلا يوجد أحد يعرف سلسلة تحركاته ومتى يسافر وإلى أين ولماذا يسافر أو متى يعود.
وأضاف أن زيارة جمال مبارك للولايات المتحدةالأمريكية الأولى كانت قد تمت بالتنسيق مع السفارة المصرية في أمريكا والسفارة الأمريكية في القاهرة، وكنت هذه الزيارة لتقديمه إلى البيت الأبيض، كمحاولة من تفريغ شحنة المواجهة بين الجانبين المصري والأمريكي نتيجة تصادم الرئيس السابق "مبارك" وإدارة "جورج بوش الأبن".