قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق: إن الرئيس السابق محمد حسني مبارك شخصية وطنية، وكان حريصًا من الناحية المادية بطبعه، وقابضًا من حديد على الدولة المصرية، مضيفًا أنه التقى مبارك 4 مرات فقط خلال فترة عمله بالسياسة الخارجية المصرية من العام 2004 حتى عام 2011. وأضاف أبوالغيط - خلال لقائه ببرنامج ''الحياة اليوم'' على قناة ''الحياة'' الأربعاء - أن مبارك كان يعطي الأوامر والأطُر العامة للسياسة الخارجية المصرية، ويتدخل في التفاصيل الخاصة بالزيارات الخارجية للوزراء خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول المهمة، وكان يسعى لتجنب الصدام مع الغرب والعمل على تسوية القضية الفلسطينية، وأن يتم توظيف القوة الغربية لخدمة المصلحة المصرية، كما كان يسعى للتقارب مع الدول الخليجية العربية من أجل جذب الاستثمارات إلى مصر. وأوضح أبوالغيط أن هدف الرئيس السابق مبارك هو هدف جمال عبدالناصر، وأنور السادات من حيث الأهداف العامة، وكان يتعامل بسياسة ودبلوماسية، فقد اصطدم مع الدنمارك بسبب الرسوم المسيئة، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وامتنع عن زيارتها لمدة 5 سنوات، حتى أن إهانة وزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر في المسجد الأقصى شىء محزن وكان نقطة تحول في الدبلوماسية المصرية. وأشار أبوالغيط إلى أن مبارك أصيب بالملل والسأم بسبب رئاسته لمصر لمدة 30 عاماً، حيث أقسم أمامه 5 وزراء خارجية 3 مرات. ولفت الي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها تجاه مصر عدة أهداف، أولها الإبقاء على علاقاتها مع إسرائيل، وثانيها حفظ الإيقاع العربي تجاهها، وقد ساعدت المخابرات المصرية فيما يسمى الحرب على الإرهاب الدولي، وقد رفض مبارك إرسال جنود مصريين للقتال في العراق أو أفغانستان. وأكد أبو الغيط أن مبارك كان متحفظاً على تصديق رواية اتهام تنظيم القاعدة بمسؤوليته عن تنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكان ذلك سبباً في الضغط عليه عن طريق الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، حيث استخدمته أمريكا كوسيلة للضغط على مبارك. وشدد أبو الغيط على أن مبارك رأى قوة أمريكا الهائلة بعد السقوط المخيف للاتحاد السوفيتي عام 1989 لذلك كان يتعامل معهم بحذر، مؤكداً على أن مبارك قال إن أمريكا تريد تهميشه بعدما رفض سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.