حالة من الهلع والرعب تسيطر على المواطنين بالدقهلية مما وصفوها ب «مزلقانات الموت » حيث ان معظمها «متهالك» ولا توجد به أدنى درجات الأمان . حادث قطار البدرشين الأليم وحادث قطار أسيوط من قبله أعادا الى الأذهان كارثة المزلقانات غير المؤمنة ، حيث أصبحت محطات السكك الحديد بمحافظات مصر تمثل محطات للموت والإنتقال الي الدار الأخرة .
في محافظة الدقهلية عبر المواطنون عن استيائهم وحزنهم الشديد علي الضحايا والمصابين ،مطالبين بسرعة التدخل وتحسين احوال السكك الحديد للحفاظ علي الأرواح وعدم زيادة حصيلة الشهداء والمصابين .
أكد احد مهندسي هيئة السكك الحديد ان عدد المزلقانات فى محافظة الدقهلية، يبلغ 61 مزلقاناً معظمها فى القرى والمراكز « متهالك» وفى حالة يرثى لها ، عدا مزلقانات مدينة المنصورة، حيث تخضع للرقابة بحكم تواجد المسئولين ومنها مزلقان يقع عند منطقة الهابي لاند بمدينة المنصورة والتي تربط أهم مناطق المدينة ببعضها حيث إن خط السكة الحديد بتلك المنطقة قادم من الشرقية والإسكندرية والقاهرة وكانت عوامل الأمان غير متوافرة حتى وقوع عدة حوادث متفرقة مما دفع هيئة السكة الحديد لتوفير صافرات إنذار .
أما مزلقان «سلامون القماش» وعلي الرغم من وقوعه في ارض زراعية ولكن تأتي خطورته من بطء الجرارات الزراعية التي تعبر المزلقان يوميا و«العربات الكارو» التي لا تستطيع السرعة عند قدوم القطار.
قال أحمد رمضان محامي ان الحادث ما هو الا حلقة فى سلسله فشل الحكومة ،والحديث عن وجود مؤامرة هو حديث عن عجز الحكومة سواء فى مواجهة الأزمات أو كشف المؤامرات.
وأشار الى أنه من يبقى على الحكومة بعد اليوم لابد من اعتباره شريك اساسى معها فى الجريمة كما يجب على الدولة وقف مرفق سكك الحديد حتى تعاد هيكلته لأن الإنسان هو عصب الامة وهو البانى الحقيقى للحضارة .
وقال احمد حمدي طبيب انه معتاد علي ركوب القطار بدرجاته المتفاوتة وفي كل مرة لايشعر بالأمان فعربات القطار نفسها في حالة سيئة للغاية ، إلا ان المسئولية ليست علي سائق القطار او عامل المزلقان إنما القصور في منظومة السكة الحديد من البداية للنهاية ، مشيرا الي ان جميع دول العالم تعمل الان بنظام قفل المزلقانات اثناء عبور القطار إليكترونيا دون الحاجة الي عامل المزلقان،إلا أننا مازلنا نستعين به بالرغم من ان سكك حديد مصر من ثاني اقدم السكك الحديد بالعالم .
وأوضح محمد عبد الواحد طالب ان السكك الحديد تعاني من إهمال شديد طيلة السنوات الماضية فلايمكن التحرك بأي وسيلة مواصلات دون التأكد من صيانتها بشكل كامل ووافي ،علي يد مهندسين مختصين حتي يأمن الفرد علي حياتة ، مؤكدا ان عامل المزلقان شخص علي عاتقه مسئولية شاقة فيجب تحسين أوضاعه والإهتمام به وتحسين ظروفه المادية حتي يمكنه تأدية عمله بشكل صحيح .
بينما أشارت أميرة ماهر «مدرسه» ان السكك الحديد بجميع محافظات مصر غير أدمية بالمرة لكنها علي ذلك الحال طيلة عهد النظام السابق ولايمكن تغير تلك المنظومة في يوم وليلة ونحمل المسئولية كاملة للحكومة الحالية التي بدأت منذ عدة أشهر فالتغيير يحتاج لسنوات وليس من العدل والإنصاف تحميل الدكتور محمد مرسي المسئولية عن هذا الحادث بل يجب العمل علي إتخاذ خطوات لإصلاح منظومة السكة الحديد
وقالت عفاف السيد ربة منزل انها اصبحت مصابة بحالة من الهلع والفزع لما يتردد حول السكك الحديد التي اصبحت «سكك الوفيات» علي حد وصفها ، مشيرة الي ان هناك من يستغل تلك الفرصه لتعليق تلك الحوادث علي عاتق الرئيس وجماعة الإخوان بالرغم من ان هناك العشرات يموتون يوميا في حوادث الطرق ولكن لا يسمع عنهم احد .
بينما أكد أحد المهندسين العاملين بالسكة الحديد بالمنصورة ان السكة الحديد صرح عظيم يمثل دولة بداخل الدولة فهي تتكون من أقسام ووحدات بداخل بعضها البعض لايمكن احدا ان يلم بها إلا العاملين بها ، مشيرا الي ان الاعلام يستغل تلك الحوادث ويبني عليها أراء خاطئة مما يؤثر سلبا في الراي العام .
واضاف ان السكك الحديد بمحافظات مصر تعاني من الإهمال الشديد وان تجديدها وتطويرها يحتاج الي ملايين الجنيهات ، وليس مليارات كما يدعي البعض، لتطوير منظومة السكة الحديد بأكملها فرجل الشارع العادي يري السكة الحديد عبارة عن قضبان وقطارات وعامل مزلقان إلا ان المسألة اعمق من ذلك بكثير.
وفيما يتعلق بحادثة قطار البدرشين علق قائلا: « انه من الممكن ان تفصل عربة او اخري من القطار اذا كان السبب وراء ذلك الإهمال لان من يقوم بفك و تركيب تلك العربات هو عامل الصيانة فهو شخص من الممكن ان يصيب ويخطئ ».