أوضحت تقديرات منظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى إنسانية إلى أن المعارك الجارية في وسط وشمال مالي عقب التدخل العسكري الفرنسي أسفرت عن نزوح حوالي 229 ألف شخص إلى مناطق أخرى داخل البلاد ولجوء نحو 150 ألفًا آخرين إلى دول مجاورة. ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أن مفوضية الأممالمتحدة للاجئين أحصت حتى أمس الثلاثاء 150 ألف لاجئ مالي منهم 50 ألفًا في النيجر و38 ألفًا في بوركينا فاسو، و54 ألفًا في موريتانيا قادمين من مدينة ليرى والبلدات المجاورة لها، و1500 في الجزائر التي أعلنت غلق كافة المعابر المشتركة بينه وبين مالي، وهو ما قد ينذر بكارثة إنسانية في حال تجدد المعارك في منطقة كيدال في الشمال ومحاولة المدنين الفرار منها صوب الحدود الجزائرية القريبة.
وبحسب تقديرات لجنة حركة الشعوب وهي منظمة أهلية معنية برصد وتجميع المعلومات حول الأشخاص النازحين في مالي، فإن عدد الأشخاص الذين نزحوا بسبب الحرب منذ اندلاعها يوم 9 يناير/كانون الثاني حتى أول أمس الإثنين بلغ 228 ألفًا و918.
وتنسق هذه اللجنة بين المنظمة الدولية لحركات النازحين وبرنامج الأممالمتحدة العالمي للغذاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدة منظمات أهلية أخرى فضلا عن وزارة الشؤون الإنسانية والتضامن في مالي.
وفي مدينة كونا (وسط) الذي شهدت أولى محطات الحرب الجارية نزح حوالي 5 آلاف شخص إلى القرى المجاورة، غير أن الوضع الإنساني داخل المدينة نفسها وفي القرى المجاورة ينذر بالخطر؛ حيث إن السلطات المالية تمنع حتى الآن دخول أي منظمة إنسانية لعلاج الجرحى وتقديم مواد إغاثة إلى هذه المناطق بدعوى "أن العمليات العسكرية لم تنته بعد"، بحسب اللجنة.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت منظمات إنسانية أهلية مثل أطباء حول العالم وأطباء بلا حدود عزمها دعم أنشطتها "المتحركة" داخل مالي لإغاثة النازحين والمصابين.