في الدول الديمقراطية تجري المنافسات بين الاحزاب السياسية من خلال برامج سياسية تهدف الى تحقيق الرفاه للفرد، والتخفيف من الضرائب والالتزامات التي تقع على عاتق المواطن. فلا خلاف على شكل الدولة ومؤسساتها وهياكلها المختلفة، فهي هياكل موجودة لخدمة الدولة ومواطنيها، والدولة حاوية ومستوعبة لكل ابنائها. وهذه الدول تحدث بها اصلاحات سياسية مع كل دورة انتخابية حسب رؤية المجموعة المنتخبة. في الدول الدكتاتورية لا منافسات سياسية، وانما رؤية الحزب القائد، والذي يكون عادة مختزلا في القائد الاوحد. وعادة، ومع مرور الزمن يصبح الحزب يضم جماعات واسعة من المنتفعين، والمرتبطة مصالحهم بديمومة سيطرة الحزب القائد. لذا يحرص الحزب وقائده على تمدد جماعات المصلحة كي يحقق سيطرة على كل ارضه. وهذه الدول لا تحدث بها اصلاحات سياسية بل مزيدا من القمع والحجر على منافذ الفكر والحرية، وقد تخف القيود مع موت القائد، ومجيء قائد جديد من نفس الفئات المنتفعة وقد تزداد تبعا لرؤيته.
اما في الدول الدكتاتورية ذات حكم الاقلية الطائفية العائلية كحال سوريا، فيصبح الحزب في بداياته واجهة لارضاء الطوائف الاخرى، وربطها مع الحكم عبر مصالح متشابكة كما كان الحال في حكم حافظ. ثم مع الزمن ومع منح الطائفة الاولوية في البعثات الدراسية، والمراكز الامنية والعسكرية، ثم تعيين العائدين من البعثات في كل مفاصل الدولة ارضاء للطائفة كي تحمي العائلة، يهمش الحزب، وتصبح الدولة هي دولة الطائفة، والطائفة في خدمة الالهة عائلة الرب بشار.
النموذج أعلاه، يحدث عندما تحكم اقلية اكثرية، لان الاقلية ونتيجة تحولها لطبقة حاكمة، تخاف ضياع الحكم منحها فتعيش حالة توجس دائم وخوف من صحوة الاغلبية، مما يقودها باستمرار لقمع متواصل وحلول امنية، وهو ديدن حكم الاقليات عبر التاريخ حكم بالحديد والنار.
مشاكل النموذج الطائفي الاقلوي العائلي:
-- انه تصبح هناك حالة اللادولة، حيث الطائفة هي هياكل الدولة السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية. ومصالح الطائفة هي مصلحة الدولة –حالة رامي مخلوف-، فتزول الخطوط الواضحة بين الدولة والطائفة، فالدولة طائفة، والطائفة هي الدولة.
-- النموذج المذكور، لا تصلح معه اية حلول سياسية، لان الطائفة الدولة سترفض اية حلول اصلاحية، لان ذلك يعني بالنسبة لها ضياع كل المكتسبات التي تحققت عبر عقود الضغط والضرب بيد من حديد.
-- النموذج المذكور، لا تصلح معه الحلول السياسية، لان الاصلاح يكون لعطب حصل في كينونة حصل بها عطب ما، اما عندما تكون الكينونة مبنية في كل مفاصلها على اسس خاطئة، فالافضل هو حلها واعادة بناؤها من جديد، لانه بهذه الحالة يمكن اصلاحها، وفي الحالة السابقة تنعدم سبل الاصلاح، حيث ان العطب منتشر في كل الثقوب.
وفي الحالة السورية، تنتشر الطائفة في كل هياكل الدولة التي يتحدث معظم الخبثاء، وقليل من المخدوعين عن الحفاظ على هياكلها!!!.
هياكل مهترئة قامت على الفساد، والمحسوبية، والطائفة، والعائلة، وابعاد الآخر، فهل يمكن اصلاح عربة نقل كلها مهترئة؟ ام يجري استبدال جسم عربة بجسم جديد؟.
لايصلح للحالة السورية سوى قلع بشار وحاشيته، وحل اجهزة امنه، وجيش اجرامه، وتكوين امن وجيش من احرار الجيش الحر، والمنشقين عن جيش الاجرام.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه