بدأت المحادثات بين نظام فرانسوا بوزيزي رئيس أفريقيا الوسطى وحلف المتمردين "سيليكا" والمعارضة في عاصمة الجابون "ليبرفيل" تحت رعاية المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا. وذكرت قناة "فرانس 24" الإخبارية اليوم الأربعاء أن وفد المتمردين الذي انتظر أكثر من ساعة، انضم إلى الوفود الأخرى التي وصلت إلى مدينة الديمقراطية التي تستضيف المحادثات.
وأضافت القناة أن النقاشات ستتناول إعادة التفاوض حول اتفاقيات السلام الموقعة بين عامي 2007 و2011 بين سلطة أفريقيا الوسطى والمتمردين الذين سيطروا على جزء من البلاد في 10 ديسمبر الماضي ومطالبتهم باحترام هذه الاتفاقات.
يذكر أن اتحاد متمردين "سيليكا" الذي دشن حملته العسكرية في 10 ديسمبر الماضي، قد فرضوا سيطرتهم على عدة مدن في أفريقيا الوسطى، ولاسيما "بامباري" الواقعة على بعد 385 كليومترا من العاصمة "بانجي" ويتواجد حاليا على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة "بانجي".
وعلى جانب أخر أكد "فرنسوا بوزيزي" رئيس أفريقيا الوسطى أنه لن يتفاوض على رحيله من السلطة والذي يطالب به المتمردون .
وردا على سؤال حول استعداد بوزيزي لتلبية مطالب المتمردين، أجاب رئيس أفريقيا الوسطى - حسبما ذكرت قناة "فرانس 24" أنه لن يتفاوض حول تنحيه عن السلطة لأنه لن يتفاوض حول مهام رئيس البلاد.. متسائلا: هل المتمردون يمثلون شعب أفريقيا الوسطى؟
كما تساءل مجددا:لماذا تمزيق الدستور؟.. مشيرا إلى أن تدمير مؤسسات الجمهورية تعد مسألة خطيرة في عالم ندافع فيه عن الديمقراطية. مؤكدا أن الخارجين عن القانون والمرتزقة الإرهابيين يستطيعون فقط طلب ذلك .
وانتقد بوزيزي المعارضة الديمقراطية التي اتهمها بالتواطؤ مع الإرهابيين، موضحا أنه خسر المعركة وليس الحرب.
وتأتي هذه التصريحات التي لا تبشر بالخير لتحقيق نتيجة إيجابية لحل الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، في الوقت الذي عقد فيه مجلس وزراء خارجية المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا اجتماعا في إطار تحضيرات المحادثات بين حكومة بانجي الهشة للغاية وحركة التمرد التي تسيطر على معظم البلاد.
وفي ختام هذا الاجتماع، أعرب المجلس عن أسفه إزاء قيام كافة الأطراف بالإدلاء بتصريحات مشتعلة، كما دعا إلى وقف وفوري لإطلاق النار.
ودعا المجلس حكومة أفريقيا الوسطى إلى تبني نهج إقليمي للأزمة، في إشارة إلى تعزيزات جمهورية جنوب أفريقيا العسكرية في بانجي لمساعدة بوزيزي.
يذكر أن وفد المتمردين برئاسة "ميشيل دجوتوديا" زعيم تحالف "سيليكا" وصل أول أمس الاثنين إلى ليبرفيل عقب توقف في نجامينا عاصمة تشاد.
يشار إلى أن دجوتوديا أكد انه لا يمكن إجراء الحرب من دون السلام والعكس ،مضيفا أنهم ذاهبون إلى ليبرفيل وسوف يشاركون في المناقشات ،مؤكدا أنه بعد كل شيء، فهم ليسوا أعداء بل أخوة.
وكان دجوتوديا قد قال إنه ليس هو من سيجعل بوزيزي يغادر السلطة.