السؤال: (فاتن - القاهرة) أبي كتب لنا المنزل الذي نقيم فيه لي ولأمي بيع وشراء قبل وفاته ولم يترك مالا كثيرا ضاع منه جزء في مراسم الدفن ولم يتبقى إلا القليل ولي عم واحد فقط علي قيد الحياة فماذا أفعل وخاصة أني أعمل والحمد لله لا أحتاج لهذا الجزء بشكل اساسي، وقد طالبني عمي بإعلان وراثة وأخشي أن تحدث مشاكل عائلية بسبب المنزل الذي يحمينا؟؟.
تجيب أمانة الفتوى بالنسبة للمنزل فما فعله والدك من كتابة المنزل لك ولأمك هو تصرف في ماله حال حياته وهو جائز شرعا، ولا إثم عليه فيما فعل، فما يملكه الإنسان حال حياته لا يسمى ميراثاً، وله الحق في التصرف في ماله كيفما يشاء؛ فقد أعطى الإسلام الحق لكل مالك أن يتصرف في ملكه دون حجر، ولم يلزمه بإنفاق ماله بشكل محدد باستثناء ما فرضه الله في مال كل مسلم من حق لله (الزكاة) تصرف للمستحقين.
قال إمام الحرمين: "القاعدة المعتبرة أن الملاك مختصون بأملاكهم، لا يزاحم أحد مالكًا في ملكه من غير حق مستحق"، وقال ابن تيمية: "والرجل أحق بماله من ولده ووالده والناس أجمعين"؛ فما يملكه المسلم من أملاك لا يجوز النظر إليها على أنها تركة؛ فلا تركة ولا ميراث وصاحب المال على قيد الحياة، والمسلم غير مطالب بتقسيم أمواله أو توزيعها وفق الأنصبة المذكورة في المواريث، ، وهذه الأنصبة غير ملزمة له في حياته إذا ما أراد أن يعطي أحد أولاده أو أقاربه شيئا دون الآخر.