تظاهر آلاف العراقيين اليوم الجمعة بمدينة الموصل، شمال البلاد، ضد حكومة بغداد برئاسة نوري المالكي. وأعرب محافظ نينوى بشمال العراق، أثيل النجيفي، عن تأييده للتظاهرات، ووصف مطالبها ب"الشرعية"، داعيا المتظاهرين إلى الحفاظ على الأمن والسلم ومنع "المندسين من تخريب الأجواء والاعتداء على عناصر الأمن".
وقال النجيفي لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن "سكان نينوى خرجوا للتظاهر السلمي اليوم الجمعة، استجابة لنداء من علماء الدين أمس، للتظاهر وعرض مطالبهم التي تركزت في إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة، وإعادة الأوضاع في البلاد إلى حالتها الطبيعية".
ويتهم المسلمون السنة في العراق بأن المادة الرابعة من القانون باتت تستهدفهم بشكل خاص.
واعتبر المحافظ تلك المطالب "شرعية وحقوق لا بد أن يكسبها الناس، ونؤيدها لأنها شعبية وحقيقية تقدم بها السكان بطرق سلمية".
واتهم النجيفي الحكومة العراقية "بعدم التعامل بجدية مع التظاهرات الشعبية الأخيرة في البلاد، وهو ما يؤدي الى حملة رفض شعبية حقيقة للحكم".
وشارك محافظ نينوى في احتجاجات اليوم التي نظمها الآلاف بمدينة الموصل "400 كلم شمال بغداد، وخاطب المتظاهرين قائلا: إن التظاهر حق كفله الدستور العراقي ولا يمكن لمنصب المحافظ أو أي جهة أخرى أمنية وسياسية أن تسلب حق الجماهير أو أن يكون المتظاهرين بحاجة إلى إذن مسبق للتظاهر".
وأضاف "بصفتي محافظ لنينوى نعطي الحق لكل تعبير عن الرأي في الإطار السلمي والذي لا يخرق القانون ولا يتعدى على الممتلكات العامة والخاصة".
وانطلقت تظاهرة السكان في مدينة الموصل يتقدمهم علماء ومشايخ الموصل من جامع النبي، إلى ساحة الأحرار وسط المدينة.
وطالب المتظاهرون بإخراج الجيش والشرطة الاتحادية من مركز المدينة واستبدالها بالشرطة المحلية وإطلاق سرح المعتقلين والمعتقلات.
وفي السياق ذاته، قال مصدر أمني بمدينة الموصل إن عناصر تابعين للشرطة الاتحادية المرتبطة بالحكومة العراقية مباشرة اعتدت على إمام وخطيب مسجد فاطمة الزهراء بحي الرسالة غرب مدينة الموصل اليوم الجمعة، بعدما قام بتشجيع المصلين للمشاركة في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة.
وكان الآلاف من العراقيين في مدينتي الفلوجة والرمادي الواقعتين بمحافظة الأنبار غرب العراق، خرجوا اليوم في تظاهرات أطلقوا عليها "جمعة العزة"، طالبوا الحكومة بإيقاف "تهميش واضطهاد السنة"، والإفراج عن المعتقلين في السجون.
وفي وقت سابق، وجّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لحكومة المالكي التي وصفها بأنها "حكومة أقلية" تقوم ب"ظلم الشعب العراقي"، ودعا إلى "حماية وحدة العراق".
ومنذ الأحد الماضي، تشهد الفلوجة ومدن أخرى ذات غالبية سنية ضمن محافظة الأنبار (غرب)، ومدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين (وسط)، احتجاجات على عملية اعتقال نفّذتها الأجهزة الأمنية الحكومية ضد نحو 150 من حراس وزير المالية السني رافع العيساوي.